اقتراحات لتفعيل دور الرعية في التبشير الجديد

Share this Entry

من مداخلة لرئيس أساقفة فيينا

 بقلم روبير شعيب

 روما، الخميس 28 فبراير 2008 (Zenit.org). – بما أن الغرب لم يعد مسيحيًا مثل ما كان قبلًا، لا بد للمسيحيين وللرعايا المسيحية أن تعيد النظر في وعيها لذاتها وفي دورها.

 عرض الكاردينال كريستوف شونبورن، رئيس أساقفة فيينا، بعض الأمثلة العملية لتغيير في موقف الرعايا في أبرشيته، وذلك أثناء محاضرة ألقاها في لقاء نظمته في روما جماعة “الإيمانويل” بالتعاون مع معهد “مخلص الإنسان” بعنوان: “الرعية والتبشير الجديد”.

 قدم الكاردينال في محاضرته بعض خبرات شخصية، تظهر كيف يمكن لرعية أن تصبح إرسالية وتبشيرية، منطلقًا بشكل خاص من “الرسالة المدنية” في فيينا التي تمت في عام 2003.

 وشدد شونبورن على أنه “يجب أن نحب الرعية حبًا وافرًا”، “لأنها شعب الله بكل قوته وضعفه، هو جماعة مكونة من شباب ومسنين يسيرون بسرعات متباينة”.

 وأوضح الكاردينال أن الرعية تبدلت وتطورت كثيرًا في نصف القرن الماضي وقال: “عندما كنت ولدًا كانت الرعية القرية بأسرها. فالجميع كانوا يذهبون إلى قداس الأحد”، بينما الآن تشكل الجماعة الرعوية أقلية يسيرة.

 كما وأشار إلى أن الرعايا الآن هي مكان دافئ ولكنها تصير أحيانًا واقعًا منغلقًا وأشار إلى  أن المؤمنين في بعض الرعايا يتناولون القهوة سوية بعد القداس، وهو أمر يشعرهم بأنهم في بيتهم في الرعية، ولكن غالبًا ما يعني هذا الأمر أن من ليس من الرعية يبقى خارجًا، ولا أحد ينظر إليه.

 كما وسلط الانتباه على المشكلة الناتجة عن النقص في الكهنة، الأمر الذي يضطر المؤمنين إلى التنقل للمشاركة في القداس، وهو أمر صعب ويتذمر منه البعض، ويؤدي الأمر في نهاية المطاف إلى اكتفاء البعض باحتفال بليتورجية الكلمة.

 هذا وذكر شونبورن بأصل الرسالة المدنية في فيينا في عام 2003، مذكرًا بأن جماعة الإيامنويل قامت بالأمر مع الكاردينال جان ماري لوستيجيه في باريس، والكاردينال جوزي بوليكاربو في ليشبونة، والكاردينال غودفريد دانيلز في بروكسل.

 وأخبر الكاردينال عن خبرة أبرشيته حيث شارك في الرسالة 107 من أصل 172 رعية مشيرًا إلى أن الأعجوبة كان هذا الأمر الذي غيّر الأمور في الرعايا.

 وقدم رئيس أساقفة فيينا بعض الأمثلة عن هذا التغيير: في الرعايا حيث كانوا يتناولون القهوة داخل الرعية، بدأوا يتناولونه أمام الكنيسة داعين المارة إلى تناول القهوة معهم.

 “لقد قاموا للمرة الأولى بخبرة إرسالية وتبشيرية: فتوجهوا إلى أشخاص لا يعرفونه داعينهم إلى مشاركة ما دون البدء مباشرة بالحديث عن الإنجيل”.

 وأخبر أنه بمناسبة عيد “سان فالنتين” (عيد العشاق) وزع المؤمنون داخل محطة مترو الأنفاق حوالي 200 ألف “رسالة حب”.

 وبالجواب على سؤال حول تعاون الكهنة والعلمانيين لفت الكاردينال أنه لا يجب الخلط في الأدوار بمعنى “أكلركة العلمانيين وعلمنة الإكليريكيين”.

 “بل يجب حض الكهنة أن يكونوا رعاة جماعاتهم. وهذا يعني ألا يكونوا ديكتاتوريين، بل رعاة بحسب قلب الله. عليهم أن يوجهوا ويقودوا. على الكاهن أن يتعاون مع العلمانيين في كل المجالات، بأخوة ولكن بوضوح أيضًا. فهو ممثل المسيح، رأس الجماعة”.

Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير