البطريرك الماروني يختتم الزيارة الراعوية الى انطاكيا

بكركي، الاثنين 2 يونيو 2012 (ZENIT.org). – اختتم البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي يوم السبت زيارته الرعوية الى تركيا لمناسبة عيد الرسولين بطرس وبولس بزيارة دير مار سمعان العامودي، أحد اهم معالم الحضارة المسيحية في انطاكيا، يرافقه كاهن كنيسة الكاثوليك في انطاكيا الاب دومنيغو برتوغلي الكبوشي، وهناك رفع غبطته والوفد المرافق الصلوات قبل أن ينتقل الى مرفأ مار بولس الذي أبحر منه الرسول بولس برفقة برنابا ومرقس لاعلان البشارة بالانجيل ومن ثم عاد اليه ليجدد ايمان الجماعة المسيحية والانطلاقة من جديد.

Share this Entry

وعند شاطىء البحر رفع الراعي الصلوات وكانت قراءات للفصل ال 13 من اعمال الرسل تبعتها صلاة مزمور “الرب نوري وخلاصي”.

برتوغلي
وفي سياق الجولة اكّد برتوغلي الكبوشي ان “الزيارة كانت ضرورية وتاريخية لانه من خلالها تعرف البطريرك الماروني الى المكان الذي يحمل اسمه، وكذلك منحت الجماعة المسيحية المزيد من الايمان”، ولفت الى ان “البطريرك الراعي أعاد التقدير والاعتبار والحياة الى ارض هوية ومنشأ المسيحيين، واعاد ضخّ الدم في عروق هذه المنطقة منعشاً بذلك جذور المسيحية الانطاكية. 
وعن مشاركة السفير البابوي الى جانب البطريرك الراعي في كافة محطات الزيارة، قال الاب برتوغلي “انها تترجم اهمية موقع البطريرك الماروني في كنيسة روما ولتأكيد العلاقة الوثيقة والتاريخية بينهما”. وقال: “لانطاكيا رمزية خاصة بالنسبة لروما، ففيها كان اول كرسي لبطرس وللسفير البابوي”.

وختم بروتوغلي: “من المهم التأكيد ان العدد القليل للمسيحيين هنا لا يهمّ بقدر ما تهم نوعيتهم، فهم يعطون الشهادة ويجدّدون ايمانهم بحماسة اكبر اليوم بعد تلاقيهم مع راعيهم”.

وكان البطريرك الراعي جال في الايام الثلاثة الماضية في مدن أضنا واسكندرون ومرسين وطرسوس وانطاكيا حيث احتفل بقداس عيد الرسولين بطرس وبولس في مغارة مار بطرس، وكانت له لقاءات رسمية وشعبية شدد خلالها على “ضرورة تجديد الايمان بالرب يسوع”، وأطلق سلسلة مواقف عن العنف والحرب والدعوة الى الحوار والتفاهم، مشدداً على “التزام الربيع العربي المسيحي – الاسلامي القائم على القيم الاسلامية والمسيحية معاً واحترام حق الشعوب في محاسبة حكامها والتعبير عن معتقداتها ورأيها”.

وعند الساعة الثالثة والنصف من بعد ظهر اليوم السبت 30 حزيران 2012، عاد البطريرك الراعي الى بيروت مختتماً زيارته الراعوية الى تركيا،وكان في استقباله في المطار سفير تركيا في لبنان وعدد من الشخصيات. 

في صالون الشرف شكر غبطته السلطات الرسمية التركية التي هيّأت وواكبت الزيارة بالتنسيق مع السفير التركي في بيروت، لجهة اللقاءات الرسمية والمواكبة الامنية والاحتفالات الكنسية، وقال غبطته: ” تأثرنا بهذه الزيارة لكونها الزيارة الاولى لبطريرك انطاكية الى المنطقة التي يحمل لقبها. وبتأثر كبير جلست حقيقة على الكرسي الذي، يوم تنصيبي بطريركاً، قال لي غبطة ابينا البطريرك صفير: “اجلس على كرسي انطاكيا”. وكنا سعداء جداً بجو التنوّع الذي يعيش فيه المسيحيون والمسلمون في انطاكيا التي لا تزال تحافظ على تعدديتها، فكل الطوائف والكنائس حاضرة فيها، تتعاون فيما بينها وتتشارك في مختلف اوجه الحياة. وشكر غبطته ايضاً كل من ساهم في تسهيل مشاركة الوفد اللبناني في زيارة الحجّ هذه.

ورداً على اسئلة الصحافيين عن رأيه بما يجري في صيدا، وعما اذا كان يبارك ما طالب به رئيس الجمهورية مؤخراً ومجلس الوزراء مجتمعاً برفع الغطاء عن كل من يتسبب بقطع اي طريق في لبنان؟ قال البطريرك الراعي:” نحن نقول دائما ان المؤسسات والادارات والطرقات هي شؤون عامة ولا يحق لأحد ان يستولي عليها ولا يحق لاحد إقفال أي باب أو أي طريق، وهذا امر غير طبيعي يحصل في لبنان نتيجة التساهل على حساب الدولة والمؤسسات العامة، والمؤسسات العسكرية، وعلى حساب كل ما له علاقة بالدولة اللبنانية، وآسف القول وكأننا عدنا الى شيء من شريعة الغاب، كل واحد يريد بناء دولته. وانا عندما اطلقت الدعوة الى ميثاق متجدّد – ولم يفهمونني حتى الآن، أو انهم لا يريدون – قلت انه علينا ان نعود الى ميثاق الـ 43 الذي فيه دولة واحدة ولا يتيح لكل طرف ان يفتح دولة على حسابه، لذلك أدعو للعيش معاً مسلمين ومسيحيين بعيداً عن اي صراعات بين الديانات، ولنعد الى ميثاق 43 الذي يرفض كل تبعيّة لأي دولة لا في الشرق ولا في الغرب. واذا لم يجدد اللبنانيون ثقتهم وولاءهم بالدولة ومؤسساتها، سنبقى على هذا الوضع كل طرف يعيش على هواه ، وهذا سببه التسامح المتكرر ازاء كل المخالفات وكأن الشواذ أصبح القاعدة، فوراء كل مخالفة هناك من يساندها. بعضهم يتحدث عن قرار سياسي وآخر عن تغطية سياسية ومن غير الطبيعي انه في الوقت الذي يتقدم فيه العالم الى الأمام منفتحاً على العولمة، نحن ننغلق في لبنان ونفتح دويلات ودويلات. ما يشهده لبنان امر غير طبيعي، ويجب ان تحيا فقط المؤسسات العامة في لبنان من مؤسسة الجيش إلى المؤسسات الامنية والعسكرية والا فكل جماعة تبني دولتها وكلما اراد احدهم اقفال الطريق او البرلمان او وزارة او حكومة أو غيره يفعل ذلك من دون اي حسيب. واضاف البطريرك الراعي : “من ارض انطاكيا المقدسة استلهمنا الرسولين بطرس وبولس ورفعنا الصلوات على نية السلام والعيش معاً في لبنان، كذلك صلينا على نية الشرق الأوسط لكي يساعدنا الرب لكي نقدم ولاءنا جميعنا الى اوطاننا ونثق ببعضنا البعض وان نكون على مستوى الدول الراقية التي تسير باتجاه التطور والتقدّم وليس من مصلحة احد الاستمرار بهذا تراجع على كافة المستويات وكاننا نعيش في بدايات التاريخ. نحن لسنا في بدايات التاريخ وانما في زمن العولمة والتقدم والإزدهار، واني اقول بأسف كبير اننا نعيش سباقاً الى الوراء. وهذا امر غير معقول وغير مسموح به. لقد رفعنا مع صلاتنا كل هذه الأمور وسوف نعمل على ارض الواقع لمساعدة كل شعبنا. والشواذات لا تبني دولة ويجب ايقافها على كل المستويات لكي نعيش بكرامة وتفهّم، فتعود دولتنا لتواكب مسيرة الشعوب.

Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير