المبادئ الأساسية لتعليم الكنيسة الاجتماعي

للأب هاني باخوم،  سكرتير غبطة بطريرك الأقباط الكاثوليك

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

القاهرة، الاثنين 9 يوليو 2012 (ZENIT.org).- في هذه المقالة سنعرض احد المبادئ الأساسية التي يقوم عليها تعليم الكنيسة الاجتماعي. هذه المبادئ هي بمثابة الأركان او بقول آخر هي العمود الفقري والأساس الذي يحمل هذا التعليم.

أول هذه المبادئ هي كرامة الإنسان، والتي تحدثنا عنه في مقالة سابقة، والتي منها ينبع كل مبدأ آخر، على سبيل المثال: الخير العام والتضامن والتعاون، ومنها يستقي كل تعليم شرعيته وأصوليته. فمبدأ كرامة الإنسان هو جذر الحقوق وثمرتهم في نفس الوقت.

هذه المبادئ تعرف من خلال العقل البشري ويؤكد عليها من الإيمان بخلاص الإنسان ومكانته عند الله. فالعقل السوي، قادر على ان يتعرف على هذه المبادئ مهما كانت ديانته او مذهبه، بل بالأحرى تأتي الديانة كي تؤكد وتوضح أكثر تلك المبادئ، وتقدسها وتجعل منها أساس لعلاقة سوية بين الأفراد وبعضهم وبينهم وبين الله.

هذه المبادئ لها خاصية الشمولية والعمومية، فيجب على كل مجال ونطاق: سياسي، ديني، اجتماعي، او اقتصادي، ان يجسدها من خلال تشريعاته ودساتيره، حيث ان التعليم الاجتماعي للكنيسة لا يستطيع ان يملي القوانين والأفعال في كل المجالات، بل يملى مبادئ تكون أساس تلك التشريعات. كما من الضروري أيضا مراعاة هذه المبادئ سويا، فهي جسد واحد، لا يمكننا بتر عضو من أعضاءه او إهماله.

– مبدأ الخير العام:

من مبدأ كرامة الإنسان والوحدة بين البشر وتساويهم في الكرامة، ينبع مبدأ الخير العام كمبدأ أساسي للتعليم الاجتماعي للكنيسة والذي عليه تقوم الحياة الاجتماعية. فالخير العام هو “الحالة الائتلافية بين جميع الظروف والحالات في المجتمع والتي تسمح للجماعة و الأفراد ان يحققوا ذاتهم بطريقة متكاملة وتامة” (بند 164 من التعليم الاجتماعي للكنيسة).

فالخير العام هو ليس إجمالي خير كل الأفراد، او خير أكثريتهم. لا. بل هو إمكانية وحالة تسمح للجميع، كل في موقعه، وحسب قدراته، وحسب حالته، ان يحقق ذاته كاملا.  فليس قابل للتقسيم، فهو ملك للكل، ومعاً يستطيعوا الوصول اليه، كل منه في حالته الفردية.

فالإنسان لا يستطيع تحقيق ذاته دون البعد الاجتماعي، دون ان يشارك وبعمق حياته مع الآخر. ومن هنا نفهم أهمية هذا المبدأ. فضرورة الخير العام لا تقوم على اهمية التعاون البشرى كي لا يتصادم الإنسان مع أخيه فقط، بل على انه يحتاج الأخر كي يكون هو إنسان.

ومن هنا ينبع واجب المنظمات والهيئات السياسية والاجتماعية والاقتصادية على الحث على هذا المبدأ. فعليها ان تؤسس الدولة على هذا الأساس: خلق إطار يستطيع الإنسان فيه  ان يحقق ذاته في كل المستويات، الدينية، الاجتماعية، السياسية، و الاقتصادية.

فقط عندما تعمل المؤسسات والهيئات والدولة بأكملها على هذا وتحاول تحقيقه، فهي تسعى لتحقيق الخير العام والا فهي تحقق مصلحة خاصة.

مبدأ الخير العام هو اول المبادئ والتي تنبع من كرامة الإنسان ولكنه ليس الوحيد، فهناك مبادئ أخري…

للمقالة القادمة.

أيام مباركة.

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير