بقلم ريتا قرقماز
روما، الثلاثاء 17 يوليو 2012 (ZENIT.org).- أفاد الأب روموالدو فرناندز، رئيس مركز طباله المسكوني في دمشق وعميد الضريح المخصص لاهتداء القديس بولس في العاصمة السوريّة، بأنّ سوريا بحاجة إلى الحوار وليس السلاح داعياً جميع الفرق إلى الجلوس سوياً واللجوء إلى الحوار لتجنّب العنف والقتل الّذين يعمّان البلاد.
فيما يخصّ آخر مجزرة جرت في منطقة حماة، أفاد الأب فرناندز أنّها “لمأساة والأخبار محيّرة و الحقيقة هي الضحية الأولى” وأعرب رجل الدين أنّه “في حال استمرّت الدول الخارجيّة بتأمين الأسلحة وتمويل الجهات المختلفة في هذا النزاع، ستستمرّ الحرب ويرتفع معها عدد الضحايا”.
وأكمل قائلاً أننا كوننا مسيحيون فنحن منفتحون على الجميع مهما كانت ديانتهم ونحن ندعم الأشخاص الذين يعانون وسنبقى في سوريا في خدمة الإنجيل وخدمة الرب على الدوام.
وهذه الدعوة تضاف إلى دعوة المونسنيور ماريو زناري، السفير البابوي في دمشق، الذي دعا الجماعة الدوليّة إلى مساعدة سوريا للخروج من وضعها الجهنّمي طالباً من الصين وروسيا وجامعة الدول العربيّة غضّ النظر عن اختلافاتهم والعمل فعلياً لحلّ الأزمة التي أودت بحياة أكثر من 14 ألف شخص في أقل من سنتين. وقد أفاد السفير البابوي عند عودته إلى بلاده أنّ الوضع يتفاقم ولا يمكن التحرّك بحرية كما أنّ عمليات الخطف مستمرّة في عديد من المناطق منها حماة حيث حصلت مجزرة نهار 13 يوليو أودت بحياة 200 شخص إذ تمّ قصف المنطقة بمساعدة الطوافات والدبابات. وقد حمّلت وكالة الأنباء السورية المسؤولية للإرهابيين الإسلام الذين كانوا يبغون زرع الخوف في قلوب الناس للتأثير على قمّة مجلس الأمن.
ويجدر الذكر أنّ الصين وروسيا قد استخدمتا حق الفيتو لرفض العقوبات الموجهة لحكم الرئيس بشار الأسد متّهمتين الحكومات الأجنبيّة بمحاولة خلق نزاع مسلّح في المنطقة عن طريق تطبيق قرارات الأمم المتحدة ممّا يعقّد عمل كوفي أنان، المبعوث الخاص للأمم المتحدة وجامعة الدول العربيّة، الذي طالب بتطبيق مخطط السلام بشكل فعلي والذي يبدو مستحيلاً طالما أنّ جميع الأطراف لا تتعاون. وقد أفاد المونسنيور زناري في هذا السياق أنّ البلد لن يستطيع تخطّي هذه الأزمة بمفرده وبأنّ هذه المجازر التي تودي بحياة الكثيرين لا تؤذي سوريا فحسب إنّما تطال البشريّة بكاملها.
وختم السفير البابوي قائلاً أنّ الجماعة الدوليّة لا يمكن أن تبقى مكتوفة الأيدي في ظلّ هذه الظروف الجهنميّة في سوريا، إنّما عليها مساعدة سوريا للخروج من هذه الحالة.