روما، الخميس 19 يوليو 2012 (zenit.org) – ليست عقيدة الكنيسة الاجتماعية إيديولوجية بل هي نتيجة التفكير بالواقع المعقد لوجود الإنسان ويمكن مواجهة تحديات الأزمة الراهنة بفضل هذه المبادئ.
تكلّم الأسقف موراغليا عن السنتين التي أصيب خلالهما أهل البندقية بالطاعون وواجهوا المرض من خلال طلب الحماية من “الوحيد” الذي يمكنه أن ينقذهم ومن خلال الإعتماد على رحمة الله والنذر ببناء كنيسة جديدة.
بعد نهاية الوباء الذي أودى بحياة خمسين ألف شخص بدأت أعمال بناء كنيسة المخلص التي إنتهت سنة 1579.
قال الأسقف مورغاليا أنّ طلب مساعدة الله، الوحيد القادر على مساعدتهم، هو بالنسبة لسكان البندقية لذو أهمية تنتمي إلى الإنسان من قدم الزمان، هذا الإنسان الضعيف والمقيد. يعيش إنسان اليوم المخاوف نفسها رغم التقدم العلمي فهو لا يزال يخشى من أن لا يكون له مستقبل أي تختفي اهمية الحاضر الذي يفقد قدرته على جذب إهتمامنا إلى الحياة والمصلحة العامة وتعليم الأجيال الجديدة…
والدين المسيحي الذي لا يقتصر إهتمامه على الأمور المتسامية قادر على الإستجابة بفضل العقيدة الاجتماعية للكنيسة الكاثوليكية التي لا تشكل إيديولوجية بل صياغة متأنية لنتائج وللتأملات حول الواقع المعقد لوجود الإنسان في المجتمع المدني والدولي.
أشار الأسقف موراغليا بوجه خاص إلى تعليم الشباب القيم التي وضعت جانبًا في الحياة الإجتماعية بينما هي تمثل التغيير الحقيقي والتي هي مهمة للكنيسة وللحياة المدنية.
إستشهد بطريرك البندقية بالطوباوي جوسيبي تونيولو الذي دعم بقوة الصلة الجوهرية بين الأخلاق والإقتصاد. هذه الصلة متجذرة في الإنجيل ويتم التركيز عليها في التعليم في ضوء الأزمة الحالية. يتماشى تفكير تونيولو الإقتصادي مع تفكير البابا السياسي الذي يذكر بأنّ السياسة هي أكثر من مجرد تقنية وأنّ على الدولة واجب بإيجاد طرق لتحقيق العدالة.
إنّ التعليم الإجتماعي المسيحي يسمح بمواجهة، من منظور جديد، الوضع الصعب الذي يعيشه العمال والعائلات والمجتمع منذ فترة طويلة جدًّأ.
في الختام إستشهد بطريرك البندقية بتونيولو الذي كان شخصية نموذجية في المجالات التارخية والإجتماعية والإقتصادية والثقافية فقد حدد بذكاء وجهات نظر تركز الإهتمام على الإنسان وليس على الربح.