في خضم هذه الحياة من المفيد أن نعلم أن إعطاء الرب المكانة الأولى في حياتنا لا تزيده عظمة، كما أن تهميشه لا يفقده قيمته. إنما الموضوع يتمحور حول مصلحة المخلوق و ليس الخالق. فعندما نهمّش مصدر الحياة نقع في يد الموت، و عندما نهمل مصدر النور يسود علينا الظلام و نصبح ألعوبة بيد الظلال… لذلك كل “نجاح” لا يؤدي الى تعميق علاقة أبدية مع المسيح ،”عاشق نفوسنا” ذاك، إنما لا معنى له و لا فائدة منه…
دخلت مراهقة فرنسية دير الكرمل مستحبسة… هناك عاشت أقل من 10 سنوات، وماتت في سن ال 24 بسبب مرض السل. لم “تحقق” شيئا يعوّل العالم الخارجي عليه أهمية. لم تفتح مستشفيات أو تدشن مدارس… لم تلتقي أمراء و لا إجتمعت برؤساء… حتى إنه بمعزل عن بعض الكتابات الشخصية ، هي لم تكتب مجلدات للاستهلاك العام ….إنما عاشت حياة هادئة مليئة بالصلاة و الحب و العمل اليومي البسيط و تسليم كل ألم أو معاناة بين يدي الرب. ولكن بعد وفاة تريز دو ليزيو، العالم كله سوف ينظر الى تلك “المجهولة” بمنطق الأرض، ليس فقط كقديسة عظيمة إنما أيضاً كمعلمة في الكنيسة.
طرق الله وإن تبدو مختلفة، فلنسلكها لأنه لا ريب في مجد خواتيمها…. هناك الشرط الوحيد ليس النجاح كما يصنفه البشر إنما الأمانة للحب الأكبر!!
Robert Cheaib - flickr.com/theologhia
طريق صغير إلى الحب الكبير
عبقرية قداسة القديسة تريزا