Vatican City

ZENIT

خواطر بشأن المونسينيور الذي أعلن مثليته وكشف عن عشيقه

“هل أرغمك الطبيب أن تضحي كاهنًا لأسباب صحية؟”

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

انتشر منذ صباح أمس السبت خبر إشهار المونسينيور كريزتوف شارامسا لمثليته الجنسية كنار على علم. وقد أججت بعض وسائل الإعلام الخبر بإضافة ألقاب وأهمية كبيرة للحدث. فقد تحدث العديد منها عن أنه “لاهوتي الفاتيكان الرسمي”. علمًا بأنه ليس هناك موقع أو وظيفة أو مهمة مماثلة في الكنيسة. ليس هناك “لاهوتي رسمي” في الفاتيكان. المونسينيور المذكور قام بعمل يعبّر عن قلة مسؤولية وقلة نضج كبيرين.

والمشكلة الكبرى ليست مثليته، بل كونه ككاهن قام بكل حريته بوعد البتولية عندما اختار السيامة الكهنوتية، قرر من تلقاء نفسه أن يخون هذا الوعد الذي اختاره ولم يدفعه عليه أحد. وقد انتقده باستهزاء رجل سياسة إيطالي (وليس من مُحبي أو محبذي الكنيسة): “هل أرغمك الطبيب أن تضحي كاهنًا لأسباب صحية؟”

المشلكة الثانية هي أنه تحدث لابسًا الملابس الكهنوتية (الكلرجيمن) ومستبقًا الحكم على مواقف الكنيسة التي بنظره “تناهض المثلية”. واعتبر نفسه شهيدًا وشاهدًا ومثالاً لكل كاهن أو مكرس ما زال “منغلقًا في الخزانة يخشى أن يشهر مثليته”. لا بد من أن يكون هناك من يذكّر هذا الشخص أن البتولية خيار في الحياة الكهنوتية وأنه لكان عُزل عن خدمته لو كان أشهر علنًا بأن له “عشيقة أنثى”.

ما يُحزن هو عدد الرسائل التي نتلقاها للاستفسار عن كيف أن “لاهوتي” يقوم بتصريحات من هذا النوع. فلنوضح أمرًا: أن يكون المرء لاهوتيًا، ليس حالة “جوهرية”. وبصراحة، (وأعتذر مسبقًا على المثل الشخصي) رغم أني درست اللاهوت شخصيًا وحزت على دكتورا، ورغم أني أعلّم اللاهوت في عدة جامعات حبرية، لا أعتبر نفسي “لاهوتيًا”. أنا أستاذ لاهوت – تمامًا كما أن من يُعلّم الفلسفة هو أستاذ فلسفة – أقوم بتدريس اللاهوت ولكني لست “اختصاصيًا بالله”، الله ليس موضوعًا فهمته وتمكنت منه، الله هو ربي الذي لا يحده فكر أو علم، وهو من حاز على كل كياني وليس العكس. وهذا ليس فعل تواضع، بل هو نظرة إلى واقع الأمور. القديس أغسطينوس كان يقول: “إذا فهمت فما فهمته ليس الله”، لماذا؟ لأن الله أكبر من كل فكرة يمكننا أن نحوزها بشأنه.

على أي حال، صليت وأصلي من أجل هذا الشخص. وقد آسفني أنه فضل الحديث أولاً في مؤتمر صحفي وخلال المؤتمر صرح بأنه سيكتب لاحقًا للبابا. لو كانت نواياه طيبة، لكان تحدث إلى البابا أولاً. وقد اعترف شخصيًا أنه سيُصدر كتبًا تتضمن خبرته، وهذه البادرة العلنية كانت خير (أو أسوأ) سبيل للدعاية لكتابه…

يا رب ارحم.

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير