الحب بين الرجل والمرأة
تابع البابا الحديث في القسم الثاني من عظته عن الفصل الثاني من سفر التكوين حيث يقول لنا النص أن الرب رأى وحدة الكائن البشري وقال: “ليس حسنًا أن يكون الإنسان وحيدًا: أريد أن أخلق له عونًا مناسبًا” (تك 2، 18). وقال البابا: هذه الكلمات تبين لنا أن ما من شيء يجعل الإنسان سعيدًا مثل قلب يشبهه، يطابقه، يحبه وينزعه من الوحشة”. ويبين لنا أن الله لم يخلق الإنسان للحزن والعزلة، بل للسعادة والمشاركة. لقد خُلق الإنسان لكي يعيش خبرة الحب الرائعة: أن يُحِب ويُحَب.
“هذا هو حلم الله لخليقته المحبوبة: أن يراها تحقق وحدة الحب بين الرجل والمرأة؛ بسعادة المسيرة المشتركة، الخصبة في العطاء المتبادل”. هذا هو المشروع الذي يلخصه يسوع في إنجيل اليوم حيث يذكر أن منذ البدء، خلق الله الإنسان رجلاً وامرأة ودعاهما للاتحاد فيصبحًا جسدًا واحدًا وهكذا يصبحان واحدًا لا اثنين.
أمام الفخ الذي نُصب أمامه، يجيب يسوع بحكمة وبشكل مفاجئ معيدًا المسألة إلى البدء، إلى الأصل ويبين أن هدف الحياة الزوجية ليس فقط التعايش بل التحابب وبهذا الشكل يُعيد يسوع التكامل الأولي والأصيل.
العائلة
هذا وتحدث البابا عن تحريض يسوع بأن لا يفرّق الإنسان ما قد جمعه الله موضحًا أن هذا تحريض لتخطي كل أشكال الأنانية والخوف من عيش المعنى الأصيل للحياة سوية.
وأشار إلى أنه “فقط على ضوء جنون مجّانية حب يسوع الفصحي يتجلى معنى جنون مجانية الحب الزوجي الفريد وحتى الموت”.
فبالنسبة لله “الزواج ليس طوباوية للمراهقين، بل هو حلم من دونه تقع الخليفة فريسة للوحدة! وخوف الالتزام بهذا المشروع يُشلّ القلب البشري”.
والمفارقة هي أن الإنسان المعاصر الذي غالبًا ما يهزأ بسر الزواج، ينظر بدهشة إلى كل حب أصيل وثابت وخصب وأمين.
وشدد البابا على أنه يجب عيش رسالة الحب في أمانة ثابتة للحقيقة التي لا تتبدل بحسب الموضى والأفكار السائدة. فالحقيقة تحرس الإنسان من تجربة تحويل الحب الخصب إلى أنانية عاقرة والاتحاد الدائم إلى علاقات عابرة.