تحدّث رئيس أساقفة حلب للكلدان المطران أنطوان أودو إلى وكالة آسيانيوز عن تدمير الدولة الإسلامية لقوس النصر الأثري في مدينة تدمر في سوريا الذي شيد منذ ألفي عام. وأشار إلى أنها ليست “رسالة محلية إلى سوريا فحسب بل هو تحذير للمجتمع الدولي بالأخص الأمم المتحدة وأوروبا اللتين توليان اهتمامًا كبيرًا بالمواقع الأثرية”. وأضاف: “إنّ هذه الأعمال هي مقصودة لتظهر للعالم مدى قوّة التنظيم وعنفهم وسيطرتهم في العالم العربي والإسلامي”.
ومن جهته، قال المدير العام للآثار والمتحف في سوريا مأمون عبد الكريم: “إنّ مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية نسفوا قوس النصر وهو من الآثار الرئيسية في مدينة تدمر بعد أن دمّروا معبدين أثريين في ذلك المكان الواقع في وسط سوريا في الأشهر الأخيرة”. وأضاف عبد الكريم أنّ تمثال قوس النصر الذي يقع عند مدخل شارع الأعمدة في هذه المدينة التاريخية هو “أيقونة تدمر. نحن نعرف أنّ تنظيم الدولة الإسلامية فخخ معالم أخرى فهم يريدون تدمير المسارح ونخشى على كل المدينة الأثرية”.
ثم تابع رئيس أساقفة حلب للكلدان بأنّ الوضع يزداد سوءًا فلم يعد يملك أيًا من السكان المال لشراء الطعام، هم معدمون ومرضى وكل شيء أصبح باهظ الثمن”. في حين أنّ مقاتلي الدولة الإسلامية يتابعون بإصدار رسائل ” يبيّنون فيها بأنهم أقوياء ويزرعون الخوف في نفوس السكان” وحذّر من أنّ الغرب هو “في خطر أمام هذه المجموعات المتطرفة”.
وأضاف: “تعمل الكنيسة على الحفاظ على الوجود المسيحي في الشرق الأوسط بالأخص في سوريا حتى يعيشوا بحالة جيدة ومتعافية. إنها علامة الكرامة والتعايش إنما كما يبدو بأنّ الغرب لا يولي هذا الأمر أي أهمية”.
بالنسبة إلى رئيس الأساقفة “إنّ اختفاء المسيحيين سيكون خسارة ليس للكنائس الشرقية فحسب بل للإسلام نفسه. فبغيابهم، سيستمرّ العنف حتى تتدمّر البلاد كلها”. كما قال المطران أودو بإنّ الكنيسة السريانية تحاول كلّ ما في وسعها من أجل “تأمين مستقبل للعائلات والشباب من خلال تعليمهم وتقديم الأكل والعناية الصحية والدعم النفسي. إنما من دون إيجاد حل سلمي وسياسي، سيستمرّ العنف والحرب”.
إنّ أكثر من 240 ألف شخص لقوا حتفهم منذ آذار 2011 عندما انقلبت الفئات المعاكسة للحكومة ضد نظام الأسد وبحسب ما تشير تقارير الأمم المتحدة، هاجر أكثر من 10 مليون شخص ولجأ على الأقل 4 مليون شخص إلى البلدان المجاورة منها تركيا ولبنان والأردن والعراق.