Holy Communion. Île-de-France students' mass in Cathedral Notre Dame de Paris celebrated by Mgr André Vingt-Trois

WIKIMEDIA COMMONS

نقاش في ستراسبورغ حول المناولة للمطلقين المتزوجين مجددًا

بين مراعاة المطلّقين المتزوّجين مجدداً وحرمانهم…

Share this Entry

احتضنت ستراسبورغ لقاء “البلدان ذات الغالبية المسيحية” من 2 إلى 4 تشرين الأوّل، حيث دارت نقاشات تضمّنت مواضيع عديدة تختصّ بالعائلة، أهمّها موضوع وجوب تغيّر الكنيسة أم لا بالنسبة إلى المطلّقين الذين تزوّجوا ثانية مدنيّاً. وبالتزامن مع انطلاق أعمال سينودس العائلة الأحد 4 تشرين الأوّل، نشر موقع ouest-france.fr الإلكتروني مقالاً لفرانسوا فرسيليتو، عرض فيه أبرز ما جاء في نقاش بين المونسنيور مارك أييه أسقف مدينة بايون الفرنسية، والمونسنيور جان بول فسكو أسقف أوران في الجزائر. فهل يجب أن تلين العقيدة الكاثوليكية التي تحرم المطلّقين والمتزوّجين مجدداً مدنياً من سرَّي المصالحة مع الله والتقدّم من المناولة المقدّسة؟ بل هل يجب على الكنيسة أن تتغيّر؟

بين المونسنيور أييه، صاحب الصيت الأكثر تعلّقاً باحترام العقيدة وتطبيق القوانين المفروضة، والمونسنيور فسكو الرئيس السابق لدير الرهبان الدومينيكانيين في فرنسا والذي شارك في السينودس الثاني للعائلة مؤيّداً الليونة ومراعاة الواقع، أصرّ الرجلان على النقطة المتّفق عليها والتي تشير إلى أنّ المطلّقين والمتزوّجين ثانية مدنياً يعيشون، بنظر الكنيسة، في حالة خطيئة دائمة. وبما أنّ الزواج الكاثوليكي غير قابل للحلّ، لا يمكن اعتبار القران الثاني إلّا “زنى”.

لكنّ تبادل الأفكار ضمن النقاش أظهر أنّ المونسنيور أييه ينطلق من الأعلى ليبلغ الأسفل، بما معناه أنّه يؤكّد أنّ “الله هو خالق الزواج”، وأنّ “الزواج ليس بناءً فكرياً”، فيما الطريق بالنسبة إلى الرجال والنساء الذين واجهوا الفشل في زواجهم الأوّل هو طريق “الاهتداء”. وبكلمات أخرى، فإنّ أييه مقتنع بأنّه “بُغية تفهّم معاناة الناس والغوص بها، يجب إعادة صياغة اللاهوت الرعوي الخاص بالزواج والعائلة بالنسبة إلى الدعوة المسيحية للقداسة، حتّى ولو كان الأمر متطلّباً أو يصعب سماعه”، بدون أن يعني ذلك تغيير النظام، بل عرضه مع المزيد من الحبّ.

أمّا المونسنيور فسكو، ودائماً بحسب مقال فرانسوا فرسيليتو على موقع ouest-france.fr الإلكتروني، فهو لا يسلك الدرب نفسه، بل يقول إنّه “يجب الانطلاق من حياة الأشخاص”، وهو يعترف أنّ “الكنيسة لم تعد مسموعة بالنسبة إلى مبادىء السماح والممانعة”، وأنّه “عليها أن تصل إلى قلوب الأشخاص كما هم”. وفي السياق نفسه، لفت الأسقف إلى أنّ “النظام الذي يُطبّق على المطلّقين والمتزوّجين ثانية لم يحمِ مؤسّسة الزواج، بل جعل الكنيسة تعاني وتنزف”. وأضاف: “إنّ التمسّك بحرفيّة عدم كون الزواج قابلاً للحلّ لا تعكس عمق الحبّ البشري”. وفي النهاية، اتّفق الأسقفان على كون الرب “أكبر من كلماتنا”، مجدّدين إيمانهما بالله.

والسؤال المطروح هنا، على أرض الواقع، هل سيتوصّل سينودس العائلة المنعقد حالياً إلى اقتراحات تُرضي التيّارَين اللذين يمثّلهما الأسقفان؟ فلننتظر معاً قرار الحبر الأعظم!

Share this Entry

ندى بطرس

مترجمة في القسم العربي في وكالة زينيت، حائزة على شهادة في اللغات، وماجستير في الترجمة من جامعة الروح القدس، الكسليك. مترجمة محلّفة لدى المحاكم

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير