قدّم البابا فرنسيس ملاحظاته في صباح يوم الثلاثاء إلى الأساقفة المجتمعين في السينودس حتى يلفت نظرهم إلى أنّ مسألة المطلّقين والمتزوّجين من جديد ليست هي المسألة الأساسية التي يجب التركيز عليها فحسب. وفي تصريح للأب فدريكو لومباردي، مدير دار الصحافة الفاتيكانية الذي عرض تفاصيل النهار، قال بإنّ الأب الأقدس شدّد على أنّ سينودس 2015 هو “يتابع” ما أتى في السينودس الذي انعقد في دورته الاستثنائية في السنة الفائتة. ولفت إلى أنه يوجد ثلاث وثائق رسمية من ذلك السينودس: الملاحظات التي دوِّنت عند افتتاح السينودس وختامه، والتقرير النهائي الذي صدر في 18 تشرين الأول 2014 ملخّصًا أعماله.
إلاّ أنه وبالرغم من طلب البابا بالتركيز على مسائل أخرى إلى جانب مسألة المطلّقين والمتزوّجين من جديد، أوضح رئيس الأساقفة الإيطالي كلاوديو تشيلي بأنّ هذه المسألة لا تزال “مفتوحة”. وأما رئيس أساقفة كيبيك دوروشير فقال: “لقد ذكّرنا البابا بأنّ هذه المسألة هي واحدة من بين المسائل العديدة التي نتطرّق إليها في هذه الدورة إنما وكما قال البابا فلن نغوص فيها إنما سنتحدّث عنها بجدّية”.
ثم قدّم الأب لومباردي نظرة شاملة عما أتى في الجلسة الأولى من السينودس يوم الاثنين مع إردو وكلمة البابا وأشار إلى أنّ الآباء المشاركين في السينودس قد قاموا بمداخلات عديدة وتمّ توزيعهم إلى فرق بحسب لغتهم. ومن بين الآباء الذي قاموا بمداخلات نذكر: روشيكا الذي طلب “إنهاء اللغة الإقصائية واحتضان الواقع كما هو” وتحدّث عن معاملة الأشخاص المثليين في الكنيسة: “إنهم أولادنا. إنهم أفراد أسرتنا. إنهم ليسوا دخلاء بل هم من لحمنا ودمنا”. وأب آخر قال بإنّ “كنيستنا غالبًا ما تكون مكانًا خطيرًا” سائلاً: “كيف نجعل من بيوتنا وجماعاتنا الكنسية مكان استقبال الآخر؟”
وأشار آخر إلى العنف الممارس بحق النساء في المجتمع وأكّد أيضًا بأنّ تحرّر المرأة لا يمكن أن ينسيها واجباتها تجاه عائلتها: “لا يمكن تجاهل مسألة الأمومة”.
وأضاف دوروشير بأنّه يوجد “إجماع كبير” بين المشاركين في السينودس حول مسألة “الاختلاف المتزايد بين الرؤية الثقافية للزواج والحياة العائلية وما تقدّمه الكنيسة من تعاليم واقتراحات”. وأشار إلى أنه بالرغم من أنّه يوجد اختلاف في الآراء بين الأساقفة حول كيفية معالجة هذا الشرخ إلاّ أنّ البعض يفضّل التأكيد على تعاليم الكنيسة بينما يفضّل الآخرون أن يدخلوا في حوار مع الثقافة السائدة”: “يوافق كل الأساقفة على أنّ تعليم الكنيسة الذي هو معطى من يسوع هو هدّية مقدّمة إلى كل العالم وليس للبعض منه ويبقى السؤال: “كيف يمكن التمسك بالتعاليم والقيام بحوار مع العالم في الوقت نفسه؟”