أيّها الإخوة والأخوات الأعزّاء، منذ بضعة أيّام بدأ سينودس الأساقفة حول موضوع: “دعوة العائلة ورسالتها في الكنيسة والعالم المعاصر”. إنّ العائلة أساسيّة في الشهادة لمحبّة الله وتستحقُّ بالتالي كلّ ما باستطاعة الكنيسة أن تكرّسه لها، والسينودس مدعوٌّ ليُترجِم، اليوم، إهتمام الكنيسة وعنايتها هذه. في الواقع، تفتح العائلة للمجتمع بأسره منظارًا أكثر إنسانيّة: فهي تقدِّم رؤيةً للعلاقة الإنسانيّة المبنيّة على عهد الحبّ الحرّ، وتُهيّئ لروابط أمانة وصدق وثقة وتعاون واحترام، وتعلّم على احترام الوعود واحترام الأفراد. واليوم تحدّد الكنيسة في هذه النقطة بالذات، المعنى التاريخيّ لرسالتها تجاه العائلة والروح العائليّة الأصيلة: بدءًا من مراجعة حياة متنبّهة لنفسها. فعندما دعا يسوع بطرس لإتّباعه قال له أنّه سيجعل منه “صيّادًا للبشر”؛ ولهذا هو بحاجة إلى نوع جديد من الشباك. ويمكننا أن نقول اليوم إنّ العائلات هي إحدى الشباك الأكثر أهميّة لرسالة بطرس والكنيسة، فهي تحرّر من المياه العكرة للهجرة واللاّمبالاة التي تُغرق العديد من البشر في بحر الوحدة وعدم المبالاة. أيّها الإخوة والأخوات الأعزّاء إنّ يسوع يبدأ مجدّدًا من العائلة عبوره بين البشر ليُقنعهم بأنّ الله لم ينسهم. ومن هنا يأخذ بطرس قوّة لخدمته. لنصلِّ ليتمكّن حماس آباء السينودس، الذين يحرّكهم الروح القدس، من تحفيز دفع كنيسة تترك الشباك القديمة وتعود إلى الصيد واثقةً بكلمة ربّها.
Help us mantain ZENIT
إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير