عقدت ظهر اليوم الخميس لجنة راعوية الصحة في أبرشية جونية المارونية، ندوة صحفية في المركز الكاثوليكي للإعلام، بدعوة من اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام حول “العمل الراعوي الصحي في أبرشية جونيه المارونية” أهمية الإعلام في العمل الراعوي الصحي، وأهداف وعمل اللجنة وبرنامجها لهذا العام من ضمنه برنامج العمل التطوعي.
شارك مدير المركز الكاثوليكي للإعلام الخوري عبده أبو كسم، رئيس اللجنة الخوري شربل شلالا، الإعلامي نبيل حرب، والسيدة فيكي سلامة ، وحضور لفيف من الإعلاميين والمهتمين.
أبو كسم
بداية رحب الخوري عبده أبو كسم بالحضور وقال: “نتحدث اليوم في ندوتنا عن العمل الراعوي الصحي في الكنيسة، عندما أتكلم عن هذا العمل الذي يدخل ضمن منظومة في لجان الكنيسة، بحيث توجد لجنة تابعة لمجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان، تضع برنامج اساسي لعملها السنوي، والابرشيات الناشطة تأخذ البرنامج وتفّعله ضمن رعاياها ، وبفضل الأب شلالا المتخصص في هذا الموضوع الذي يولي الشأن الصحي الراعوي كافة اهتماماته.”
تابع “يظن البعض أن الكنيسة لا تتعاطى إلا بالأشياء اللاهوتية والتعليميّة، لكنها تهتم أيضاً بالقضايا الأستشفائية، وهذه من القطاعات التي يعاني منها كل المؤمنين، أقصد التعليم في المدارس والطبابة، فالأهل لديهم نظرة خاصة للمدارس الكاثوليكية التي يقوم بإدراتها الكهنة والراهبات، فهي مدارس ممسكوة على الصعيد التربوي، على الصعيد الإنساني وعلى صعيد التنشئة المسيحية، ولديهم الرغبة بأن يتعلم أولادهم في هذه المدارس، وفي نفس الوقت يشكون من عدم القدرة المادية لدفع الأقساط، وهذا الأمر ينسحب على المستشفيات.”
أضاف “نحن في صراع دائم بين حاجات الناس وبين تنمية مؤسساتنا لتبقى مستمرة، يجب عمل توازن لتكون مدراسنا ومستشفياتنا التي تحمل اسم الكنيسة في خدمة المؤمنين، وعلينا أن لا نطمع بهذه المؤسسات بمعنى “نكسر ايدنا ونشحد عليها”، “لدينا مال للسهر ولشراء سيارات جديدة وليس لدينا المال لنعلّم أولادنا”.
تابع الأب ابو كسم “أنتم أيها الأهل عليكم واجبات أولا تعليم أولادكم، وإذا كان بغير استطاعتكم، عندها نلتجىء إلى الكنيسة.”
وختم “انتقل إلى المؤسسات الصحية واليوم نعاني من الفاتورة الصحية والكثير من الناس ليس باستطاعتهم تسديدها، ولا يوجد ضمان لديهم، ولا بإمكانهم الذهاب إلى المستشفيات للطبابة، علينا ككنيسة مساعدتهم وتقديم لهم الخدمة من خلال عملنا الراعوي.”
حرب
بدوره الاعلامي نبيل حرب “شدّد علی دور الاعلام في قيادة الراي العام وتوجيه الناس وحمل قضاياهم المحقة.”
وقال “وسط اجواء الفساد التي نعيش..فساد الغذاء والهواء والماء والدواء وحتی الاغذية غير المطابقة للمواصفات واخيرا النفايات…لا يمكننا ان نتصور حجم الامراض والمخاطر الناجمة عن ذلك والتي تنعكس سلبا علی صحة الناس…وكل منا يسأل نفسه ماذا بقي لنا لنأكله ونشربه ومن هو المرشد والدليل الی الصواب؟؟
واضاف فجأة يتجه النظر الی الاعلام.الاعلام الهادف الذي يجعل الطريق امام الفرد والمجتمع جليا مما يسهل عليه اختيار ما يجب اختياره واجتناب ما يجب اجتنابه…ونحن ننظر الی هذا الدور الفعال للاعلام في صناعة الراي العام.”
وأمل حرب بأعلی درجات التواصل بين اللجنة وكل وسائل الاعلام من منطلق تقديرنا للكلمة وللدور الريادي الذي تقومون به…“
شلالا
ثم تحدث الخوري شربل شلالا عن ماهية راعوية الصحة وأهم محطاتها فقال:
“راعويّة الصحّة هي حضور المسيح إلى جانب المريض والمعوّق والأهل والعاملين في مجال الصحّة، وهي تشهد أن حياة الإنسان كلّ إنسان، لها معنى بيسوع المائت والقائم من الموت. ولها ثلاث إهتمامات : أن تكون في شراكة مع الأشخاص المتألّمين والعاملين والأهل؛ أن تُظهر البشرى السارّة في عالم الصحّة؛ وأن تشارك بجهود العاملين في مجال الصحّة.”
تابع “رسالتها تشمل خدمة المرشديّات في المستشفييات في بيوت الراحة وفي البيوت؛ مرافقة الأطباء والعاملين في تفكيرهم حول إختبارهم الإنساني؛ بناء جسور تواصل مع كلّ الجمعبّات التي تهتم بهذا المجال؛ وتأمين التنشئة الضروريّة.”
وقال ” أبرز المحطات في برنامج راعويّة الصحة لسنة 2015-2016:
1- يوم المسنّ الأبرشيّ والندوة الثانية عن المسنّ المرافقة الروحيّة والنفسيّة: يوم المسنّ الأبرشي في7 تشرين الثاني بدل ت1 بسبب إنعقاد سينودوس العائلة في روما وغياب راعي الأبرشيّة، سيجمع المسنّين في الرعايا وبيوت الراحة وفي المؤسسات الأخرى ويطلق نشيد المسنّ من كلمات الأستاذ أنطوان إسطفان وتلحين وأداء الأستاذ نادر خوري. والندوة الثانية حول المسنّ 5 كانون الأول 2015 عن المرافقة الروحيّة والنفسيّة للمسنّ. سنتعرّف كلّ سنة في الأبرشيّة على جانب من حياة المسنّ ونحاول أن نقدّم مبادرات عمليّة لتحسين نوعيّة حياته. “
2- Café éthique كلّ شهرين يوم الأربعاء الساعة 8.30 في أوتيل ماديسون – جونيه، هذه اللقاءات الدوريّة تكون بحضور إختصاصي في الموضوع المناقَش، والمواضيع لهذه السنة : الخطأ الطبي (21 تشرين الأول)، الإغاثة الإنسانيّة في حالة الأزمات
والنزوح، إرهاق الأم ودور الأب بعد الولادة، التواصل اللاعنفي، التحرش الجنسي والمعنوي في العمل.
3 – راعويّة الصحّة في المدارس :سندعو في 12 كانون الأوّل 2015 مدراء المدارس في الأبرشيّة مع المرشدين الرّوحيين والمعالجين النفسيين والمرشدين الإجتماعيين لنبحث سويّة كيفيّة تفعيل التوعية حول راعويّة الصحّة وخلقيّة الحياة.، وأهمّ النقاط التي سنناقشها : التطوّع في المستشفيات وبيوت الراحة، الحداد، العلاقة مع المسنّ والمعوّق والمريض، العلاقة بين الأجيال، التساؤلات حول المرض والموت والصحّة والشفاء، المرافقة للمريض، قيمة الحياة منذ بدايتها وحتى نهايتها، الجسد، راعويّة الأسرار.”
4- التنشئة المستمرّة :موجّهة لكلّ العاملين والمتطوّعين والمرشدين في المجال الصحّي. المواضيع : الحداد، (23 و 30 كانون الثاني 2016) burn out الإرهاق الذي يعيشه كلّ شخص يعمل في المجال الصحّي (23 نيسان 2016) ، الحياة الجنسية عند الأشخاص ذوي الإحتياجات الخاصة (4 حزيران 2016).
5- اليوم العالمي للمريض في شهر شباط وككل سنة نحتفل بهذا اليوم بقداس في رعيّة من رعايا الأبرشيّة، هذه السنة في رعيّة مار يوسف – جونية 21 شباط 2016
6 – تفعيل مركز التوثيقونحن اليوم بطور تفعيله وتأمين التجهيزات اللازمة ومواكبة كلّ الإصدارات في هذا المجال على المواقع الإلكترونيّة وفي المجلات المحليّة والعربيّة.
7 – لقاءات دوريّة في الرعايا هذه السنة سنكون في شننعير (16 آذار) ورعيّة شحتول (14 تموز).
8 – قداس بمناسبة اليوم العالمي للممرّض والقابلة القانونيّة 13 حزيران 2016 ، كلّ سنة نلتقي بالممرّضين والممرّضات في إحدى المؤسسات الصحيّة في الأبرشيّة، وهذه السنة في مستشفى المونسنيور القرطباوي – أدما
9- لقاء للأطباء والممرّضين والقابلات والمساعدين والصيادلة في 19 حزيران 2016.
10 – تثبيت المرشديات في المؤسسات الروحيّة تمّ تأسيس مرشديّات روحيّة في معظم المؤسسات الصحيّة وبيوت الراحة في الأبرشيّة.”
وختم بالقول “الصحّة مهمّة جدّاً لأنّها غالية ولها ثمن. ومنذ زمن بعيد تعتقد الكنيسة أنّ عالم الصحّة أساسي ويرسم مستقبل الإنسان. راعويّة الصحّة في الأبرشيّة لا تهتم فقط بالمريض وبالمستشفى بل بصحّة كلّ إنسان منذ الولادة، بمعنى الموت، بكرامة الشخص، بالقضايا الشائكة في مجال خلقيّة الحياة، بالوقاية، بالإهتمام بالأشخاص الضعفاء.”
سلامة
ثم تحدثت السيّدة فيكي سلامه وقالت” إنطلاقاً من مفهوم الخدمة والعناية والمرافقة في وقت الشدّة والألم خاصّة، إنطلقت لجنة راعويّة الصحّة في أبرشيّة جونيه المارونيّة برسالة الخدمة إلى جانب المريض والمسن والمعوّق وعائلاتهم وكل العاملين بمجال الصحّة الذين يقاربون ضعف الإنسانيّة بعملهم اليومي. وكجزء أساسي من عمل الّلجنة في مجال الصحّة، اختار أعضاء ومسؤولي الّلجنة الإهتمام ب”العمل التطوّعي.”
تابعت “ولتنظيم أكبر للعمل التطوّعي ولكي يكون الشخص المتطوّع مستعدّ بشكل فعّال وصحيح للإهتمام بالآخر، تنظّم لجنة راعويّة الخدمات الصحيّة في أبرشيّة جونيه بالتعاون مع الجمعيتين الإيطاليتين “الحدود الجديدة ” وجمعيّة العمل التطوّعي في المستشفىAVO ، برنامج تدريبي “للعمل التطوّعي” ضمن مشروع تعزيز المشاركة المدنيّة لدى الشباب وكافّة الفئات من خلال التطوّع.”
أضافت “يتضمّن البرنامج أنشطة مختلفة، ويتناول أهميّة العمل التطوّعي قرب المريض وآثاره السلوكيّة والنفسيّة والروحيّة والإجتماعيّة على المريض وعلى المتطوّع، مدّة الدورة 6 أشهر تبدأ في شهر تشرين الثاني القادم، يلتحق بالدورة أشخاص بالغون، ومكان التدريب في مركز الّلجنة في دير مار ضومط العقيبة.”
أضافت “تهدف هذه التنشئة فعليّاً إلى إعداد فاعلين ومنشّطين متطوّعين قادرين على خدمة المريض ومحيطه الشخصي والإجتماعي والطبي، انطلاقاً من المفهوم المسيحيّ للمرض والألم والشفاء والخلاص. وهذه التنشئة من شأنها تمكين المتطوّع زيارة وخدمة المسنين في أماكن الرعاية ، زيارة المستشفيات خاصّةً أقسام الأطفال. والمشاركة في عمل المرشديّة الروحيّة في المؤسّسة الصحيّة.”
وختمت سلامه بالقول “على المتطوّع أن يتميّز بالرغبة في التطوّع وخلق تأثير إيجابي في المجتمع، و بالإيمان بالعمل التطوّعي والجماعي ضمن الفريق، وبالإحساس بالمسؤوليّة والواجب تجاه الآخر، وبالرغبة في الحصول على الخبرة العمليّة وتعلّم مهارات جديدة.”
تابعت “تمّ إطلاق برنامج العمل التطوّعي في أبرشيّة جونيه في سنة 2012 وتخرّج الفوج الأوّل في 2013، والفوج الثاني في ا2 تشرين الثاني بحضور ممثّلة الجمعيّتين الإيطاليّتين السيدة سندريلا دياب وبرعاية سيادة المطران أنطوان نبيل العنداري، على أن يتمّ البدء بتنشئة الفوج ثالث في 21 ت2 للعام 2015-2016 .”