إنجيل القدّيس لوقا 15، 11 – 26
في ذلِكَ الزَّمان: كان يسوعُ يطرُدُ شَيطانًا أخرسَ. فَلَمَّا خَرَجَ الشَّيطان، تَكلَّمَ الأَخرس، فأُعجِبَ الجُموع. على أَنَّ أُناسًا مِنهم قالوا: «إِنَّه بِبَعلَ زَبولَ سَيِّدِ الشَّياطين يَطرُدُ الشَّياطين».
وطلَبَ مِنه آخَرونَ آيةً مِنَ السَّماءِ لِيُحرِجوه.
فعرَفَ قَصْدَهُم فقالَ لَهم: «كُلُّ مَملَكَةٍ تَنقَسِمُ على نَفْسِها تَخَربُ وتَنهارُ بُيوتُها بَعضُها على بَعض.
وإِذا انقَسَمَ الشَّيطانُ أَيضًا على نَفْسِه فكَيفَ تَثبُتُ مملَكَتُه؟ فإِنَّكم تَقولونَ إِنِّي بِبَعلَ زَبولَ أَطرُدُ الشَّياطين.
فإِن كُنتُ أَنا بِبَعلَ زَبولَ أَطرُدُ الشَّياطين، فبِمَن يَطرُدُهُم أَبناؤكُم؟ لِذلِكَ هُمُ الَّذينَ سَيَحْكُمونَ علَيكم.
وأَمَّا إذا كُنتُ بإِصبَعِ اللهِ أَطرُدُ الشَّياطين، فقَد وافاكُم ملَكوتُ الله.
إِذا كانَ القَوِيُّ المُتَسَلِّحُ يَحرُسُ دارَه فإِنَّ أَموالَه في أَمان.
ولكِن إِذا فاجَأَه مَن هُو أَقوى مِنهُ وغَلَبَه، يَنتَزِعُ ما كانَ يَعتَمِدُ علَيه مِن سِلاح، ويُوَزِّعُ أَسْلابَه.
مَن لم يَكُنْ مَعي كانَ علَيَّ، ومَن لم يَجمَعْ مَعي كانَ مُبَدِّدًا.
إِنَّ الرُّوحَ النَّجِس، إِذا خَرَجَ مِنَ الإِنسان، هامَ في القِفارِ يَطلُبُ الرَّاحَةَ فلا يَجِدُها فيَقول: أَرجعُ إِلى بَيتيَ الَّذي مِنهُ خَرَجْتُ.
فيأتي فَيَجِدُهُ مَكْنوسًا مُزَيَّنًا.
فيَذْهَبُ ويَستَصحِبُ سَبعَةَ أَرواحٍ أَخبَثَ مِنه، فيَدخُلونَ ويُقيمونَ فيه، فتَكونَ حالةُ ذلكَ الإِنسانِ الأَخيرة أَسوأَ مِن حالَتِه الأُولى».
*
لقد أصاب دوستويفسكي عندما قال أن قلب الإنسان هو ميدان حرب بين الله والشيطان. فقلب الإنسان فسحة حية. القلب يأبى الفراغ. بكلمات أخرى، لا يمكنه أن يعيش دون خيار: فإما أن يختار الخير وإما أن يختار الشر. الحياة هي سلسلة طويلة من الخيارات اليومية التي تقرر وتبين ميلنا والتزامنا. عندما يلتقي الإنسان بالرب، يجب أن يسهر جيدًا ليحفظ الوديعة، لأنه بقدر ما يرتفع الروح، بقدر ذلك قد تضحي مرعبة ومخيفة إمكانية سقوطه… احفظني يا رب كحدقة عينك (مز 17).