تخلّل اليوم في أثناء سينودس الأساقفة حول العائلة شهادتا حياة حول الزواج من دينين مختلفين وكيف أنّ الكاثوليكية عمّقت الزواج بين الطرفين. ذكرت السيدة بينيلوبي باجاج الكاثوليكية وهي متزوّجة منذ أكثر من 38 عامًا من زوج هندوسي وقد تحدّث عن اختلاف الدين الذي لم يشكّل عائقًا أمام علاقتهما وحبهما الكبير لبعضهما البعض وقالت: “بالرغم من أننا كنا من دينين مختلفين ومن بيئتين مختلفين، استطعنا زوجي الهندوسي وأنا الكاثوليكية انطلاقًا من خلفيتنا المتشابهة المتعلّمة والاجتماعية أن نتحلّى بتناغم كبير في علاقتنا بالرغم من العديد من التجارب التي اعترضتنا والعذابات التي ألمّت بنا.
إنّ نجاح الزواج من دينين مختلفين يجب أن يتميّز بعدم الطلب من واحد من الزوجين التنازل عن دينه الكاثوليكي. فهِم زوجي ذلك قبل أن يأخذ قراره بالزواج مني. وفي المقابل لم أطلب منه أن يتخلّى عن دينه. إنّ هذه الحرية الدينية هي التي جعلت من طريق الزواج هذا سلسًا وناجحًا. وما أن أنجبت ولدين كانا يرافقاني إلى الكنيسة من دون أن يكونا متعمّدين. فهذه كانت رغبة زوجي بأن نسمح لهما أن يتحلّيا بالحرية لكي يختارا دينهما الخاص وأنا قبلت ذلك بغصّة في قلبي”. نحن نشكر العديد من الموجّهين الذين ساعدونا في عائلتنا. إنّ اختلاف الدين لم يكن أبدًا عائقًا أمامنا لأنّ الكلمات البسيطة مثل التنازل والتواضع وعذرًا ساعدت كثيرًا على التخلّص من أنانيتنا والعيش عوض ذلك من أجل الآخر.
هل كنا سنقوم بالخيار نفسه اليوم؟ نعم ومن دون شك! فلولا من تسامح زوجي وحبّه للمسيحية وحبي وتفهّمي لدينه لما كنا استطعنا أن نحتفل بحياتنا وباختلافنا الديني.لا نزال حتى اليوم نتعلّم ونفهم زواجنا في كل يوم”.
وبدوره قام زوج بينيلوبي بإعطاء شهادة عن زواجهما، إيشوارلال باجاج فقال: “ولدت في كنف عائلة هندية من والدين مثقّفين فكانت أمي طبيبة ووالدي مهندسًا. قرر والديّ إرسالي إلى مدرسة بروتستانتية حيث إني ترعرت على القيم المسيحية منذ نعومة أظفاري وكانت عناصر الإيمان عميقة وملهمة بالنسبة إليّ.
التقيت بزوجتي بينيلوبي وهي كاثوليكية ملتزمة فكانت أمها مديرة في المدرسة ووالدها يمارس مهنة الطب أيضًا وجنديًا في الجيش الهندي. قررنا أن نتزوّج منذ 38 عامًا من دون أن يعارضنا كثيرًا أهلنا وكنت أدرك اختلافنا في الدين إنما تركت لزوجتي حريّة اتباع دينها. ومع مرور الوقت، بدأت أحضر القداس الإلهي وكنت أنذهل في مضمونه من ناحية العظة والاحتفال بمجمله. ثم بدأت أتعلّم اللاهوت مشاركًا في بادىء الأمر بصفّ كانت زوجتي تعلّمه في مطرانية مومباي. ومن خلال تعلّمي لمدة سبع سنوات، فهمت تعاليم يسوع وغصت في أعماق الكتب المقدسة وأحببتها من كل قلبي. تساءلت وفكّرت مليًا ومن ثم قررت أن أتعمّد في الذكرى الثامنة لزواجنا.
إنّ اقتبالي سرّ العماد رفع كثيرًا من زواجنا من الناحية الروحية من خلال فهم أكبر لعلاقتنا ببعضنا البعض. وهذا شجّع ابني وابنتي كي يقررا هما أيضًا أن يعتنقا الدين المسيحي مكمّلين بذلك زواجنا الكاثوليكي”.
***
نقلته إلى العربية ألين كنعان – وكالة زينيت العالمية