أسف البطريرك الكردينال مار بشارة بطرس الراعي لاستغلال البعض تظاهرات الحراك المدني في بيروت وقيام اعمال شغب واعتداء على الاملاك العامة والخاصة. كلام غبطته جاء في عظة قداس الاحد الذي ترأسه في كنيسة مار مارون – روما، وقد عاونه فيه المطارنة فرنسوا عيد، انطوان نبيل العنداري وانطوان-شربل طربيه والمونسنيور طوني جبران ولفيف من رؤساء الوكالات الرهبانية في روما والكهنة، بحضور سفير لبنان لدى الكرسي الرسولي العميد جورج خوري والقائم باعمال سفارة لبنان في ايطاليا كريم خليل والقنصل البير سماحة وحشد من ابناء الرعية.
وفي عظته قال غبطته: “لقد باركنا في الاساس تظاهرات الشعب والشباب وهذا حقّهم لانهم مجروحون، ولكن يؤسفنا تحوّل البعض الى استغلال هذا التحرك والى التخريب والاعتداء على الاملاك العامة وعلى الاملاك الخاصة، وهذا ليس بمشهد حضاري في لبنان. من هنا اريد ان اقول للمتظاهرين: بأن لا يسمحوا لاحد بأن يستغل تحركهم لغايات تخفي غير النوايا الطيبة التي انطلقوا بها والاسباب المحقة التي دفعتهم الى التظاهر. وادعوهم الى تصويب مطالبيهم. فمأساة لبنان انه جسم بلا رأس، جمهورية بدون رئيس منذ سنة ونصف. وكل المآسي السياسية والاقتصادية والاجتماعية والامنية ناتجة عن الفوضى المتأتية من غياب الرئيس. فحيث لا يوجد رأس تعمّ الفوضى، كما في البيت والكنيسة والدير والمؤسسة، فكيف يمكن ان تعيش دولة بدون رأس؟ فلذلك اتمنى على المتظاهرين في لبنان ان يطالبوا بما هو اساسي الى جانب المطالب الاجتماعية الملحّة، وهو انتخاب رئيس للجمهورية كي تستقيم الامور وتعود الحياة الطبيعية الى مؤسساتنا الدستورية، وفي طليعتها المجلس النيابي ومجلس الوزراء، ولكي تعود المؤسسات العامة الى العمل بعيدا عن اي فساد.”
واخيرا دعا الكردينال الراعي المؤمنين للصلاة على نية انتخاب رئيس للجمهورية في لبنان وعلى نية السلام في الشرق الاوسط ووقف الحروب وهدر الدماء والعنف. كما طلب منهم مرافقة اعمال السينودس الخاص من اجل العائلة الذي يعقد في الفاتيكان برئاسة قداسة البابا فرنسيس كي تساهم الكنيسة في تأمين حياة افضل للعائلة وتعيش رسالتها الحقيقية بأن تكون لها الام والمعلمة.
ومساء امس عقد في الوكالة البطريركية في روما اجتماع لبطاركة الشرق الكاثوليك بدعوة من البطريرك الراعي وقد انضم الى المجتمعين امين سرّ دولة الفاتيكان الكردينال بيترو بارولين ورئيس مجمع الكنائس الشرقية الكردينال ليوناردو ساندري وقد دار البحث حول شؤون كنسية وراعوية مشتركة اضافة الى الاوضاع في الشرق الاوسط ومأساة النازحين وتداعيات النزوح