ضمن أعمال سينودس الأساقفة المنعقد في روما حول موضوع العائلة، ألقى مطران الأبرشية الكاثوليكية الأوكرانية للعائلة المقدّسة في لندن الأسقف هليب لونشينا كلمة بتاريخ 9 تشرين الأوّل، شدّد فيها على كون الرحمة والحقيقة مفتاحَي التعاليم المختصّة بالزواج. وقد نشر موقع risu.org.ua الإلكتروني مقالاً حول ما جاء في كلمة الأسقف لونشينا.
“إنّ وجه الرب هو وجه الرحمة. وهذا هو الوجه الذي على الكنيسة أن تظهره للمؤمنين وغير المؤمنين، ولأصحاب الإرادة الطيّبة كما لمن لا يسعون لإيجاد الرب. فمهمّتنا تقضي بإظهار رحمة الله غير المتناهية. لكن إن كانت الرحمة بلا حدود، فلمَ لا يختبرها الجميع؟ والجواب: لا يمكن أن نلاقي الرحمة إلّا إن قسناها بالقانون الأبدي، ألا وهو الحقيقة، إذ على المرء البحث عن الحقيقة بهدف اختبار الرحمة”.
“اقترب ملكوت الله، فتوبوا وآمنوا بالإنجيل”. تلك كانت الكلمات الأولى التي تفوّه بها يسوع المسيح في بداياته، وكان يقرن الرحمة بالحقيقة. فبهدف دخول ملكوت الله الذي ليس إلّا هبة من رحمته، يدعو يسوع تلاميذه إلى عدم التمتّع بالملذّات بل إلى الندامة والتحلّي بالإيمان، ممّا يستلزم تغييراً في العقليّة، وانتقالاً من أساليب العالم إلى أساليب الملكوت، ومن التفكير كبشر إلى التحلّي بأفكار المسيح. وأشار الأسقف إلى أنّ يسوع يظهر رحمته عبر دعوة الناس إلى التوبة، بما أنّ الرحمة تعني اقتيادهم إلى الحقيقة، كما وتعني تحدّيهم لعدم إخفاء الواقع.
وفي السياق نفسه، قال الأسقف لونشينا إنّه على الكنيسة ألّا تخاف من قول الحقيقة فيما يتعلّق بموضوعَي الزواج والعائلة. فطلبُ ملكوت الله أمر سامٍ لا يمكننا بلوغه بأساليبنا، مع أنّه يجعلنا أحراراً عندما نسعى إلى بلوغه بنعمة من الرب. وإن شئنا أن يؤمن الناس بالزواج وبالعائلة، علينا مساعدتهم على الندامة وعلى الإيمان، لنصل إلى الرحمة، لأنّ ملكوت الله قريب.