ورَأَى الفِرِّيسيُّ ذلك فعَجِبَ مِن أَنَّه لَم يَغتَسِلْ قَبلَ الغَداء.
فقالَ لَه الرَّبّ: «أَيُّها الفِرِّيسِيُّون، إِنَّكُم تُطَهِّرونَ ظَاهِرَ الكَأسِ والصَّحفَة، وباطِنُكم مُمتَلِئٌ نَهبْا وخُبْثًا.
أَيُّها الأَغْبياء، أَلَيسَ الَّذي صَنعَ الظَّاهِرَ صَنَعَ الباطِنَ أَيضًا؟
فتَصَدَّقوا بِما فيهِما، يَكُنْ كُلُّ شَيءٍ لكُم طاهِرًا.
نحن أمام إنجيل مفاجئ. فبعد الحديث عن عدم كفاية تطهير الخارج، نعتقد أن الرب سيقول لنا أنه يجب تطهير الداخل، ولكن نص الإنجيل لا يقول هذا. وماذا يقول؟ “فتَصَدَّقوا بِما فيهِما، يَكُنْ كُلُّ شَيءٍ لكُم طاهِرًا”. يتحدث الرب عن ضرورة الصدقة كعمل تطهيري. المحبة تستر جمًا من الخطايا، بينما الطهارة الطقسية ليست الجوهر. فالرب لا يهتم بأيدينا النظيفة، بل يهتم بأيدينا التي تحمل علامات العمل، عمل المحبة. المحبة الملموسة هي اللغة الوحيدة التي يفهمها الله حقًا.