بتاريخ 13 تشرين الأول 2015، صدر عن “عون الكنيسة المتألّمة” تقرير يُظهر حقيقة دائرة اضطهاد المسيحيين التي تتوسّع وتسوء. وقد وردنا من المنظّمة مقالاً بقلم كلير كريغن، فصّلت فيه أبرز ما جاء في التقرير حول المسيحيين المضطهدين لأجل إيمانهم من قِبل مجموعات إرهابية إسلامية، وهو تقرير تلاه رئيس الوزراء البريطاني دايفيد كاميرون بتاريخ صدوره خلال اجتماع في مجلس اللوردات، ترأسه الخبير في شؤون اضطهاد المسيحيين اللورد دايفيد ألتون. تجدر الإشارة إلى أنّ الاجتماع تضمّن كلمات لكلّ من وزير شؤون الشرق الأوسط توبياس إلوود، والمونسنيور سيلفانو توماسي، بالإضافة إلى رسالة مسجّلة للكاردينال فنسنت نيكولز رئيس أساقفة وستمنستر، وكلمة لرئيس أساقفة حلب للروم الملكيين الكاثوليك جان كليمان جانبار، كما شهادات لأشخاص نجوا من مجموعات أصولية.
“مضطهدون ومنسيّون؟” هو عنوان التقرير الذي توصّل إلى استنتاج مفاده أنّ المؤمنين قد يختفون خلال 5 سنوات من العراق في حال تتابعت الهجرة بمستوياتها الحالية، وبنسبة أسرع في سوريا حيث تراجع عددهم من 1،25 مليوناً إلى 500 ألفاً منذ 2011. وفيما أكّد كاميرون على التزام الحكومة البريطانية بتشجيع احترام الحرية الدينية، وصف عمل “عون الكنيسة المتألّمة” بالمهمّ، قائلاً إنّ التقرير هو صوت الذين لا صوت لهم من زنزاناتهم ومن الأماكن البعيدة التي التجأوا إليها. وفي السياق نفسه، بعثت رئيسة وزراء اسكتلندا نيكولا ستورجن رسالة دعم لتقرير المنظّمة الخيرية: “فقط عبر نشر تقارير مماثلة وتحديد ماهية المشكلة، يمكننا أن نأمل باتّخاذ التدابير المناسبة لمواجهة اضطهاد الأقليات”.
أمّا التقرير بحدّ ذاته فقد خلُص إلى أنّ وضع المسيحيين منذ 2013 أصبح أسوأ في البلدان التي كانت تتمّ المراجعة فيها، مستنداً إلى شهادات أشخاص عانوا. ومقارنة مع التقرير نفسه الذي غطّى الفترة الممتدّة بين 2011 و2013، صُنّف الاضطهاد في 10 بلدان من أصل 19 بلداً خاضع للمراقبة بالمفرط. ومع اعتبار الإسلاميّة أكبر تهديد، أشار التقرير إلى المشاكل المتزايدة التي تسببها مجموعات أصولية أخرى تابعة للهندوسية واليهودية والبوذية التي تتزايد هجماتها، إضافة إلى الأنظمة الديكتاتورية كالصين التي تزيد الضغط على الكنيسة.
من ناحية أخرى، ودائماً بحسب مقال كلير كريغن الذي وردنا من “عون الكنيسة المتألّمة”، عبّر الأب الأقدس عن دعمه لهذا التقرير عبر رسالة صادرة عن حاضرة الفاتيكان، تلاها في مجلس اللوردات رئيس الأساقفة سيلفانو توماسي، وهو المراقب الدائم للكرسي الرسولي لدى الأمم المتّحدة في جنيف، مؤكّداً أنّ البابا يصلّي ليناضل المسؤولون بهدف إيجاد أساليب أكثر فعالية للتشجيع على التعاون الدولي بُغية تخطّي تلك الإهانات بحقّ كرامة البشر والحرية الدينية، وليس فقط أن يمحوا التمييز والاضطهاد في بلدانهم.
أمّا محرّر التقرير فقال: “إنّ الإبادة الجماعية الثقافية للمسيحيين تعني محو وجود المؤمنين من رُقع كبيرة من الشرق الأوسط الذي هو قلب الكنيسة”.