“كنت أعرف القليل عن الزوجين مارتن وذلك عندما ذكرتهما القديسة تريز في كتاباتها” هذا ما قاله الأب أنطونيو سانغالي راهب من رهبان الكرمل في مونزا الذي يخبر كيف أنه تعرّفا عن كثب إلى الطوباويين لويس وزيلي مارتان اللذين سيتمّ إعلان قداستهما في 18 تشرين الأول وإنه ليس من قبيل الصدفة أن يحدث ذلك في أثناء انعقاد سينودس الأساقفة للعائلات. أخبر سانغالي لموقع tempi.it كيف أنه انخرط في الأعجوبتين اللتين مهّدتا الطريق لإعلان تطويب لويس وزيلي مارتان ومن ثمّ تقديسهما يوم الأحد المقبل.
في الواقع، إنّ الأعجوبة الأولى حصلت عام 2002 عندما طلب منه ثنائي متزوّج فالتير وأديل شيليرو أن يعمّد ابنهما بيتر الذي وُلد بحالة خطيرة بحسب ما قال الأطباء وكان على شفير الموت. وبينما كان يهمّ بالاحتفال برتبة العماد والصلاة على الطفل المنازع وقع نظره على صورة المكرّمين لويس وزيلي مارتان فطلب من العائلة وبالأخص بعد أن علم أنّ الوالدين فقدا أربعة أطفال قبل ولادة بيتر، أن يصلّيا ويطلبا شفاعة المكرّمين حتى يشفى ابنهما. واعترف الأب أنطونيو أنه هو بنفسه كان يصلّي على نيّة ألاّ يفقد الأهل إيمانهما متصوّرًا موته. إنما وبعد أن صلّى الأهل بإيمان كبير شُفي الولد كليًا من مرضه. وما لبث أن فتح البابا بندكتس السادس عشر دعوى تطويبهما وأُعلنا لويس وزيلي مارتان طوباويين في 19 تشرين الأول 2008. ويقول الأب أنطونيو: “إنما وجدت نفسي منخرطًا مرّة أخرى في الأعجوبة الثانية”.
ويخبر الأب أنطونيو بأنه وبينما كان يزور إسبانيا ليحتفل بعيد القديسة تريز الأفيلية التقى بوالد طفلة ولدت قبل أيام من إعلان تطويب لويس وزيلي مارتان وقد أتى ليطلب شفاعة القديسة تريز الطفل يسوع إذ طفلته وُلدت قبل أوانها وتعاني من مشاكل تهدد حياتها. وأخبره والد الطفلة بأنه عندما كان يصلي جاثيًا أمام ذخائر القديسة تريز أخبرته الراهبات بأن يطلب شفاعة الطوباويين لويس وزيلي بالأخص بعد الأعجوبة التي حصلت مع الطفل بيتر. ومنذ ذلك الحين واظبت العائلة على الصلاة طالبة شفاعة الطوباويين وما لبثت أن تحسّنت الفتاة وشفيت تمامًا. ومنذ آذار الماضي حدّد البابا فرنسيس يوم 18 تشرين الأول 2015 موعدًا لإعلان تقديس لويس وزيلي مارتان وفي أثناء السينودس المنعقد من أجل العائلات.
ويتابع الأب أنطونيو ليقول ودائمًا بحسب المصدر عينه بأنّ الزوجين مارتن يبيّنان للعالم أمرًا بالغ الأهمية وهو بأنّ “القداسة ممكنة في الحياة العائلية ويمكن تحقيقها في كل الظروف وذلك عندما يقرر أفراد العائلة ببساطة أن يضعوا الله في الوسط”. لويس وزيلي عاشا حياة بسيطة متجذّرة بالإنجيل من خلال استقبال الفقراء وزيارة المرضى والمشاركة في القداس اليومي… كلنا يعلم كيف أثمرت هذه العائلة ولا تزال تثمر حتى اليوم فبعد معلّمة الكنيسة القديسة تريز الطفل يسوع، سيعلن البابا تقديس أبويها لويس وزيلي مارتان ليتمّ تطويب أختها ليوني عمّا قريب. عسى أن نحذوا حذو هذه العائلة المباركة التي عرفت أن تقول نعم ليسوع في أصغر تفاصيل حياتها العادية.