إنّ الصور الشنيعة لل21 مسيحيًا الذين قطعت رؤوسهم في شباط الماضي على يد تنظيم الدولة الإسلامية قد طبعت ذاكرة المصريين المسيحيين. وأما اليوم فيتمّ تشييد كنيسة جديدة تحمل اسم الشهداء الذين اعترفت بهم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بأنهم شهداء الإيمان وستخلّد ذكراهم بطريقة ملموسة.
هذا الأسبوع وبعد تأخير طويل في العمل بدأ وضع أساسات الكنيسة الجديدة في الأبرشية الأرثوذكسية في سمالوط ومنها ينحدر معظم هؤلاء الشهداء. وكان قد سمح بهذا المشروع الرئيس المصري شخصيًا عبد الفتاح السيسي مباشرة بعد وقوع المأساة إنما السلطات الإسلامية المحلية أخّرت العمل.
وقال الأسقف بافنوتوس من سالاموط: “نحن نفتخر كثيرًا بشهدائنا. فبالرغم من أنهم أُجبروا على الركوع قبل قطع رؤوسهم، إلاّ أنهم كانوا الأقوى وأما قاتليهم فكانوا الأضعف بالرغم من كل أسلحتهم. وإلاّ فلمَ لثموا وجوههم؟ لأنهم خائفون! وفي المقابل، كان أبناؤنا أقوياء وصلّوا إلى الرب حتى لفظوا أنفاسهم الأخيرة”.
وأما أولاد الشهداء فبقوا هادئين ومتماسكين عندما تحدّثوا عن آبائهم. ومن بينهم نذكر إنجي تاوادروس (14 عامًا) وهو واحد من بين الأولاد الثلاثة لتواضرس يوسف تواضرس وقد عانى الكثير من المضايقات أثناء إقامته في ليبيا بسبب اسمه الذي يكشف بوضوح بأنه مسيحي. وكان غالبًا ما يُطلَب منه تغيير اسمه إنما رفض ذلك قائلاً: “إن غيّرت اسمَك فأنت تغيّر دينك”.
وأما شقيقة إنجي فقالت: “أنا فخورة جدًا بوالدي لأنه كرّم الكنيسة ولم ينكر إيمانه وهذا أمر رائع. نحن نصلّي من أجل قاتليه حتى يهتدوا يومًا ما” بحسب ما أفادت عون الكنيسة المتألّمة.
***
نقلته إلى العربية (بتصرف) ألين كنعان – وكالة زينيت العالمية