يوم الأحد 18 تشرين الأول، ستكون الكنيسة الكاثوليكية كما العالم أجمع على موعد مع إعلان قداسة أوّل ثنائي متزوّج على الإطلاق! لويس وزيلي مارتان معروفان بأنهما والدا القدّيسة تيريزيا الطفل يسوع، إلّا أنّ مسألة تقديسهما في نهاية الأسبوع تثبت أنهما بنفسيهما نموذجان للكنيسة، وأنّ ثمارهما تتعدّى قداسة أفراد عائلتهما. وفي مقابلة أجرتها كاثلين ناب مع الكاتب والمحاضر في اللقاء العالمي للعائلات في فيلادلفيا جوزف وايت، يشرح الأخير الرسالة التي يمكن أن يتعلّمها الأساقفة من آل مارتان حول العائلة.
من الأمور التي تفاجئنا بشأن لويس وزيلي مارتان هي الحياة الاعتيادية التي عاشاها. ومع أنّ كلّاً منهما شعر بالنداء لعيش الحياة الدينية، إلّا أنّهما تعلّما مهنة وبرع كلاهما في مضماره. ثمّ تزوّجا وأنجبا 9 أولاد، مات منهم أربعة في سنّ صغيرة، فاكتشفا أنّ دعوتهما تكمن في وهب أحدهما للآخر ولأولادهما بالحبّ. وعندما كانت تيريزيا في الرابعة، توفّيت زيلي إثر صراع مع سرطان الثدي، فيما مات لويس عن عمر 72 عاماً. من هنا، نقول إنهما كانا ثنائيّاً اعتيادياً واجه العديد من التحديات، سيّما الأمراض وموت الأولاد والاحتلال الذي كان مفروضاً في زمنهما. لكنّ الثنائي عاش بمبدأ القيام بالأعمال اليومية بحبّ عظيم، وكأنّهما يفعلان ذلك ليسوع بنفسه، ويؤكّدان أنّ دعوة الزواج قد تكون طريقاً إلى القداسة. من هنا، يمكن أن نبدأ بفهم روحانية القدّيسة تيريزيا، خاصة وأنّ أمّها كانت تذكر باستمرار القيام بتضحيات “تضع اللآلىء في التاج المخصّص لنا في الجنّة”.
ويقول وايت في السياق نفسه إنّ لويس وزيلي مارتان يظهران لنا كيف يمكن أن نعيش حياة طبيعية بفضيلة، وهما يضربان المثل لكلّ العائلات الكاثوليكية التي تتعرّض للهجوم في زمننا هذا، مذكّرَين أنّ حبّ الشريك بإخلاص وتربية الأولاد بحبّ حتّى مع حمل الصليب تعني عيش القداسة.