إنجيل القدّيس لوقا 12، 1 – 7
فَي ذَلكَ الزمَان: اجتَمَعَ أُلوفٌ مِنَ النَّاس، حتَّى داسَ بعضُهم بَعضًا، فأَخَذَ يَقولُ لِتلاميذِه أَوَّلاً: «إِيَّاكُم وَخَميرَ الفِرِّيسيِّين، أَي الرِّياء.
فما مِن مَستورٍ إِلاَّ سَيُكشَف، وَلا مِن مَكتومٍ إِلاَّ سَيُعلَم.
فكُلُّ ما قُلتُموه في الظُّلُمات سيُسمَعُ في وضَحِ النَّهار، وما قُلتُموه في المخابِئِ هَمْسًا في الأُذُن سَيُنادى بِه على السُّطوح.
وأَقولُ لَكم يا أَحِبَّائي، لا تَخَافوا الَّذينَ يَقتُلونَ الجَسَد ثُمَّ لا يَستَطيعونَ أَن يَفعَلوا شَيئًا بَعدَ ذلك.
ولكِنَّني أُبَيِّنُ لكم مَن تَخافون: خافوا مَن لَه القُدرَةُ بَعدَ القَتْلِ على أَن يُلقِيَ في جَهَنَّم. أَقولُ لَكم: نعَم، هذا خافوه.
أَما يُباعُ خَمسَةُ عَصافيرَ بِفَلسَيْن، ومَعَ ذلكَ فما مِنها واحِدٌ يَنساهُ الله.
بل شَعَرُ رؤوسِكم نَفسُهُ مَعدودٌ بِأَجمَعِه. فلا تخافوا، إِنَّكمُ أَثَمَنُ مِنَ العَصافيرِ جَميعًا.
*
يقول العهد القديم أن الرب يفحص الكلى. الكلى كانت موضع الضمير والأفكار الخفية العميقة. من هنا نرى غباء الرياء والمرائية. فماذا يخفى على الله؟ إلا أن هذه النظرة لا يجب أن تجعلنا نفكر بأن الله شرطي يمحص الأفكار أسوة بـ “شرطة الفكر” في رواية جورج أوريل “1984”. نظرة الرب إلى أفكارنا وقلوبنا هي نظرة حب تطهرنا لترفعنا، هي نظرة الأب المحب الذي يعطي قيمة لكل ما يفيض حبه عليه: “أنت ثمين في عينيّ، أنت مستحقٌ الإكرام وأنا أحبك” يقول الرب (أش 43، 4). ماذا يُصلح حياتنا؟ ليست الأفكار أو المقاصد الأخلاقية وبطولات الفضائل. فقبل كل ذلك هناك نظرة حب، هذه النظرة هي ركيزة نهوضنا ومعين فرحنا.