Maronite Patriarch Bechara Rai

Robert Cheaib - https://www.flickr.com/photos/theologhia/

البطريرك الراعي في كنيسة القديسة ريتا كاشا

عظة البطريرك الراعي في كنيسة القديسة ريتا كاشّا – ايطاليا، الأحد ١٨ تشرين الاول ٢٠١5

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

بارك البطريرك الكردينال مار بشارة بطرس الراعي تمثال القديسة ريتا الذي رفع على مدخل مدينة كاشّا وعلى مفرق الطريق المؤدي الى بلدتها “روكا بورينا”. احتفال التبريك بدأ بالاستقبال الذي احيته الاخويات والحركات الرسولية والكشفية والفرق الموسيقية ثم كانت كلمة لراعي الابرشية المطران ريناتو بوكاردو رئيس أساقفة سبوليتو الذي رحب بالبطريرك الراعي وبالوفد اللبناني المرافق مؤكدا محبة ابناء المنطقة وصلاتهم الدائمة من اجل إحلال السلام في لبنان والشرق الاوسط. ثم كانت سلسلة كلمات لرئيس المجلس البلدي ولرئيسة المنطقة واختتمت بكلمة للسيد سركيس سركيس الذي قدّم التمثال وقد اوضح فيها انه اراد تثبيت علامة ايمانية خاصة في كاشّا باسم لبنان وكل مسيحيي الشرق الاوسط لطلب شفاعة القديسة ريتا من اجل إحلال السلام في المنطقة. 

 

بعد ذلك ترأس البطريرك الراعي الذبيحة الالهية في بازيليك القديسة ريتا استُهلت بكلمة ترحيب للرئيس الاقليمي الاب لوتشيانو دو ميكالي باسم العائلة الاغوسطينية.

وفي عظته شكر البطريرك الراعي رئيس اساقفة سبوليتو والسلطات المدنية وكل من ساهم في تحقيق وتجسيد حضور لبنان في مدينة القديسة ريتا عبر رفع تمثالها المنحوت من صخر لبنان. وأضاف غبطته تحت عنوان “انا لم آتِ لأُخدم بل لأَخدم وابذل نفسي عن الكثيرين”: “هكذا قدّم يسوع نفسه ودعانا لكي ندرك ان كل مسؤولية مهما بلغ حجمها، أكانت في البيت ام في الكنيسة ام في الدولة، هي خدمة على حساب الذات والصحة، على حساب الوقت والمكاسب الشخصية. وفي الوقت عينه استنكر يسوع كل سلطة تُمارس ظُلمًا من دون احترام الخير العام.”

وتابع غبطته: “احيي الوفد اللبناني الحاضر معنا، ومعه نرفع الصلاة بشفاعة القديسة ريتا، شفيعة الامور المستحيلة، على نية لبنان، حيث بتنا نعيش في ظروف اصبحت معها الامور اشبه بالمستحيلة. فالأمر الذي اصبح عندنا يقارب المستحيل كما يبدو هو انتخاب رئيس للجمهورية. وهذا امر لا يمكننا قبوله اطلاقًا، لانه يشكل وصمة عار في جبيننا كلبنانيين. وهو شيء غير طبيعي وليس موجودا في اي بلد من العالم. فما يجري هو انتحار ونحن نقوم بقطع رأسنا بأيدينا. من غير المقبول ان نبقى بدون رئيس بعد سنة وسبعة اشهر، بسبب المواقف والآراء المتحجّرة ووقوف كل شخص في مكانه دون القيام بأية مبادرة فعلية وفاعلة من قبل الكتل النيابية. ويؤسفنا ان نقول ان انتخاب الرئيس اصبح وكأنه من الامور المستحيلة، ولكن نلتمس اليوم من القديسة ريتا نعمة انتخاب الرئيس، وكلنا يعلم ان كل التعطيل الحاصل للمجلس النيابي وللحكومة وللمؤسسات العامة لن يتوقف إلا بانتخاب رئيس للجمهورية، الذي يعيد الى لبنان موقعه في الاسرتين العربية والدولية ومكانته في الامم المتحدة. ونلتمس شفاعتها أيضًا في مستحيلات اخرى تعيشها الارض التي تجلى فيها الرب يسوع وحقق فيها الخلاص والفداء وقد اختارها ليخاطب الارض كلها، اعني الارض المقدسة، فلسطين، التي ما زالت تعاني منذ العام ٤٨، وكانه اصبح من المستحيل الكلام عن السلام في تلك المنطقة وحل هذه القضية التي هي اساس كل الازمات في المنطقة. ونضع امام القديسة ريتا الحروب الجارية في الشرق الاوسط، في فلسطين والعراق وسوريا واليمن كي يمسّ الله بشفاعتها ضمائر حكام الدول المعنية مباشرة في تلك الحروب عبر إرسال الاسلحة والمال ومساندة المنظمات الارهابية، من اجل ايقافها وايجاد الحلول السلمية للنزاعات فيعود المهجرون والنازحون والمخطوفون الى قراهم وبيوتهم، ويوضع حد للدمار ولخراب الثقافة والحضارة والهوية المشرقية.”

وختم الكردينال الراعي: “من القديسة ريتا، قديسة الوردة والحب والعطاء، نتعلم ان نعمل برجاء من اجل ان نكون وردة في حياة المجتمع والعائلة والدولة، ومن قديسة الشوكة، التي طارت من إكليل المسيح واستقرت في جبينها، نتعلم قيمة الالم والأوجاع المفروضة علينا في حياتنا الوطنية والاقتصادية والامنية والسياسية والاجتماعية الى جانب ماساة الهجرة والنزوح، فنقبلها بصبر وإيمان ورجاء كي نستحق خلاص وطننا لبنان وخلاص الشرق الاوسط.” 

Print Friendly, PDF & Email
Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير