كان يسوع يمضي نهاره تحت أشعة الشمس ، ويتكلّم مع أتباعه ويعلّم الجموع ويعمل الآيات لذوي الإيمان والمتواضعين .
لقد اختصر رسالته على الأرض ببضع كلمات ، أرسلها إلى يوحنا المعمدان وهو في زنزانته مع مرسٓليه ” اذهبوا فأخبروا يوحنا بما تسمعون وترون : العميان يبصرون ، والعُرج يمشون مشياً سوياً ، والبرص يبرؤون ، والصمّ يسمعون ، والموتى يقومون ، والفقراء يبشّرون ، وطوبى لمٓن لا يشك فيّ ” ( متى ١١ : ٤ – ٦ ) .
حقاً نراه بقدرته الفائقة وقوّته الإلهيّة ، يقهر الشياطين ، ويحوّل الماء إلى خمرة ، ويهدّئ العواصف والأمواج الصاخبة ، ويمشي على المياه ، ويُكثّر الخمسة الأرغفة ، ويغفر الخطايا ، ويُقيم الموتى … تجلّى أمام تلاميذه … وكانت قيامته والقبر الفارغ ، البرهان الساطع على سُلطته الإلهيّة .
تلقاء هذه العلامات ، تقف الإنسانيّة غير مبالية ، متطلٰبة … لتسأل سيّد الحياة : ” بأيّ سلطان تفعل هذا ؟ ” .
وكأن عمل الخير يتطلّب إذناً مسبقاً .
لم يجب يسوع ، وهو يدرك حقاً ما وراء السؤال ، ثمّة جواب في ظرف آخر ، يسرده لنا القديس يوحنا الإنجيليّ :
” كان يسوع يتمشّى في رواق الهيكل … فالتفّوا عليه وقالوا له : ” حتّام تدخل الحيرة والريبة في نفوسنا ؟ إن كنت المسيح ، فقُله لنا صراحةً ؟. فأجابهم يسوع : ” قلته لكم ولكنّكم لا تؤمنون . إن الأعمال التي أعملها باسم أبي هي تشهد لي … خرافي تسمع صوتي ، وأعرفها فتتبعني وأنا أهب لها الحياة الأبديّة … إن الآب الذي وهبها لي أعظم من كل موجود … أنا والآب واحد ” ( يوحنا ١٠ : ٢٣ – ٣٠ ) .
أحبّنا يسوع ، ومنحنا الحرّيّة في قبول محبته أو رفضها . ونحن مسؤولون عن قرارنا بالنسبة إلى الحقيقة وقبولها وعيشها .
وقد منحنا علامات الروح القُدُس لنراها ونقرأها ونتّعظ منها لنمارس قناعاتنا وتلتزم برسالتنا المسيحيّة .
يا ربّ ، قوّ إيماننا بك وبأبوّتك الرحوم . واجعلنا نتخلّص من خوفنا الذي يكبّلنا في مسيرتنا نحو القداسة في حياتنا .
تكلّم ياربّ ، إن أبناءك يصغون إليك ، وبقوّتك سيلبّون دعوتك للإشتراك في رسالتك الخلاصيّة لبنا ملكوت الله على الأرض
وإلى أبد الآبدين .