أيّها الإخوة والأخوات الأعزّاء، لقد توقّفنا في التأمّل الماضي حول أهميّة الوعود التي يقطعها الوالدون للأطفال، لكن إن نظرنا جيّدًا، نجد أنّ الواقع العائليّ بأسره قائم على وعد الحبّ والأمانة الذي يقطعه الرجل والمرأة لبعضهما البعض والذي يتضمّن التزام قبول الأبناء وتربيتهم، الإعتناء بالوالدين المسنّين، وحماية الأعضاء الأشدّ ضعفًا في العائلة والعناية بهم. إنّ شرف الأمانة لوعد الحياة العائليّة يظهر في أيّامنا ضعيفاً جدًّا لأنّ روابط حياة العلاقة والإلتزام من أجل الخير العام تُوكَل بشكل حصريّ لقيود القانون. لكن ما من أحد يريد أن يُحَبَّ من أجل ما يملك أو بشكل إجباريّ، لأن الحبّ، كالصداقة، يدينان بقوّتهما وجمالهما للحريّة. وبدون الحريّة لا وجود للصداقة والحبّ والزواج. وبالتالي فالأمانة هي وعد إلتزام يتحقّق وينمو في الطاعة الحرّة للوعد الذي قطعناه، والوفاء للوعد والأمانة له لا يمكن شراؤهما أو بيعهما، كما ولا يمكن أن يُفرضا بالقوة ولا أن يُحفظا بدون تضحية. لذلك من الضروريّ أن تستعيد الأمانةُ للحبّ المكانة الإجتماعيّة، ومن الضروريّ أن نُبرِزَ المعجزة اليوميّة لملايين الرجال والنساء الذين يولِّدون أساسها العائليّ، الذي منه يعيش كلّ مجتمع. فلنطلب من الله إذًا أن يمنحنا النعمة لنكون على مستوى هذا الوعد.
أُرحّبُ بالحجّاجِ الناطقينَ باللغةِ العربيّة، وخاصةً بالقادمينَ منالشرق الأوسط ولاسيما من مصر. أيّها الإخوةُ والأخواتُ الأعزّاء، واصلوا مرافقتكم لأعمال السينودس من خلال صلاتكم وكونوا شهودًا لحضور الله الدائم في العالم من خلال حياتكم العائليّة. ليبارككُم الربّ!
© Copyright – Libreria Editrice Vaticana