في ذَلِكَ ٱلزَّمان، قالَ يَسوعُ لِلجُموع: «إِذا رَأَيتُم غَمامَةً تَرتَفِعُ في ٱلمَغرِب، قُلتُم مِن وَقتِكُم: سَيَنزِلُ ٱلمَطَر، فَيَكونُ كَذَلِك. *
وَإِذا هَبَّتِ ٱلجَنوبُ قُلتُم: سَيَكونُ ٱلجَوُّ حارًّا، فَيَكونُ ذَلِك. *
أَيُّها ٱلمُراؤون، تُحسِنونَ تَفَهُّمَ مَنظَرِ ٱلأَرضِ وَٱلسَّماء، فَكَيفَ لا تُحسِنونَ تَفَهُّمَ ٱلوَقتِ ٱلحاضِر؟ *
وَلِمَ لا تَحكُمونَ بِٱلعَدلِ مِن عِندِكُم؟ *
فَإِذا ذَهَبتَ مَع خَصمِكَ إِلى ٱلحاكِم، فَٱجتَهِد أَن تُنهي أَمرَكَ مَعَهُ في ٱلطَّريق، لِئَلّا يَسوقَكَ إِلى ٱلقاضي. فَيُسلِمَكَ ٱلقاضي إِلى ٱلشُّرطِيّ، وَيُلقِيَكَ ٱلشُّرطِيُّ في ٱلسِّجن. *
أَقولُ لَكَ: لَن تَخرُجَ مِنهُ حَتّى تُؤَدِّيَ آخِرَ فَلس». *
*
ما الذي يجعل الفلاح البسيط قادرًا أن يقرأ علامات الأرض والسماء، فيعرف مسبقًا متى سيأتي المطر ومتى سيسود الحر؟ التعاطف والمواظبة! فبما أن معرفة التغيرات المناخية هو أمر مصيري بالنسبة لعمله ولحياته، لا يمكنه إلا أن يعيش هذه المعرفة كواقع جوهري حميم. وهذا الفنّ لا يتعلمه بين ليلة وضحاها، بل بمواظبة متواضعة وثبات حيث يتعلم أيضًا من أخطائه. كذلك أيضًا نتعلم فن التمييز الروحي عندما ندرك جوهريته بالنسبة لحياتنا، بمواظبة، ثبات وصبر، عارفين بأننا في صدد الزرع الأثمن في حياتنا: زرع الله في بشريتنا.