مناسبة اختتام أعمال الجمعية العامة العادية الرابعة عشرة لسينودس الأساقفة حول العائلة أصدر آباء السينودس بيانا يوم السبت استهلوه بالإشارة إلى أنهم يرغبون في توجيه أنظارهم نحو عائلات منطقة الشرق الأوسط. وكتبوا أن المنطقة تعيش منذ سنوات صراعات دامية حيث تعاني الأسر هناك من مشاكل خطيرة زادت سوءا خلال الأشهر والأسابيع الماضية.
لفت البيان إلى أن استخدام أسلحة الدمار الشامل، والقتل العشوائي وقطع الرؤوس واختطاف الكائنات البشرية، والاتجار بالنساء وتجنيد الأطفال والاضطهاد باسم الانتماء الديني والعرقي وتدمير دور العبادة والتراث الثقافي وغيرها من الأعمال الوحشية الكثيرة، كلها أمور حملت آلاف العائلات على الهروب من ديارها والبحث عن ملجأ آمن في مكان آخر، حيث تعاني غالبا من انعدام الاستقرار.
وكتب آباء السينودس أن هذه العائلات في الشرق الأوسط لا تستطيع اليوم أن تعود إلى ديارها وتمارس حقها في العيش بكرامة وأمن على أرضها، والإسهام في إعادة الإعمار والرخاء المادي والروحي لبلدانها. وأكدت الوثيقة أنه في هذا السياق المأساوي ما تزال تُنتهك المبادئ الأساسية للكرامة البشرية والتعايش السلمي والمتناغم بين الأشخاص والشعوب ناهيك عن الحقوق الأساسية وفي طليعتها الحق في الحياة والحرية الدينية فضلا عن القانون الإنساني الدولي.
هذا وأكد آباء السينودس تضامنهم مع البطاركة والأساقفة والكهنة والرهبان والراهبات وجميع المؤمنين في الشرق الأوسط مطالبين بإطلاق سراح الأشخاص المختطفين وبوضع حد للإرهاب والعنف والدمار والاضطهاد والاتجار بالأسلحة. واعتبروا أن السلام في منطقة الشرق الأوسط لا يتحقق بالقوة إنما من خلال اتخاذ قرارات سياسية تحترم الخصوصيات الثقافية والدينية للأمم والمكونات التي تتألف منها.
وإذ عبّر الأساقفة عن امتنانهم للأردن ولبنان وتركيا والعديد من البلدان الأوروبية على استضافتها للاجئين حثوا الجماعة الدولية على وضع مصالحها جانبا والبحث عن حلول ناجعة من خلال الأدوات الدبلوماسية والحوار وتطبيق القانون الدولي. وأكد البيان في الختام أن السلام ممكن، كما يمكن أن يوضع حد للعنف الذي يحصد المزيد من الضحايا يوميا في سورية والعراق والأرض المقدسة ويزيد من تفاقم الأزمة الإنسانية. فالمصالحة هي ثمرة الأخوة والعدالة والاحترام والغفران.