عبود بانا هو واحد من سيئي الحظ في المدينة! إنّ منزل ذاك الرجل البالغ من العمر 74 عامًا الذي ينتمي إلى الروم الملكيين الكاثوليك قد تضرّر نتيجة تفجير وقع في الحي المسيحي في أكبر مدينة في سوريا. واليوم هو يعيش في غرفة واحدة مع زوجته (75 عامًا) المصابة بمرض الألزهايمر وابنته الوحيدة وحفيده آملاً أن تتحسّن الأحوال بالرغم من أنّ يده المصابة تمنعه من القيام بأي عمل آخر. إنما الكنيسة المحلية لا تزال تمنحه بعض الأمل وبفضل المبادرة التي أطلقها المتروبوليت رئيس أساقفة حلب جان كليمان جانبار، بدأ العمل على إصلاح منزل عائلة بانا ضمن برنامج “البنيان من أجل البقاء”.
في الواقع، إنّ هذا البرنامج يؤمّن التدريب والتمويل للمسيحيين الذين تدمّرت منازلهم في أثناء الحرب الأهلية التي لا تزال مستمرّة منذ أربعة أعوام. وبهدف مساعدة عائلة بانا والتعايش مع الأوضاع من شهر إلى آخر، توفّر الكنيسة المحليّة راتبًا شهريًا متوضعًا لأفرادها وهو التزام قام به الأسقف ليثبت أنّ للمسيحيين مستقبلٌ في البلاد بالرغم من كل العقبات. وأما السيد بانا فلا يزال تحت حال من الصدمة أمام ما حصل في منزله من أضرار نتيجة الصواريخ إنما لا يزال متمسكًا بإيمانه الكبير بالله ولا يكف عن القول: “لطالما كنت أثق بأنّ الله لن يتخلّى عني وسيخفّف عنّي الألم والتعب والقلق”.
كما هو ممتنّ جدًا للكنيسة المحليّة التي تستجيب بسخاء على كل حاجاتهم بالأخصّ بتأكّدها من أنّ أفراد العائلة يحصلون على الرعاية الطبية والمأكل والمشرب. وهو يصلّي اليوم أن تنعم حلب بالأمان وأن يعود يومًا ما إلى منزله ويجد عملاً ليؤمّن القوت اليومي لعائلته بمساعدة الله والكنيسة بحسب ما نقلت وكالة عون الكنيسة المتألّمة.