Pope Francis during today's Mass in Santa Marta

PHOTO.VA

البابا: "الله لا يدين بل يبكي. لماذا؟ لأنه يحبّ!"

في عظته الصباحية من دار القديسة مارتا

Share this Entry

“الله لا يمكنه إلاّ أن يحبّ! هو لا يدين، إنّ حبه هو ضعفٌ له هو وانتصارٌ لنا” بهذه الجملة اختصر البابا عظته الصباحية اليوم من دار القديسة مارتا التي استوحاها من رسالة القديس بولس إلى أهل رومة وإنجيل القديس لوقا.

انتصارنا هو في حبّ الله لنا الذي لا يمكن تفسيره

يبيّن لنا القديس بولس في الرسالة الأولى بأنّنا نحن المسيحيين فائزون لأنّ “الله معنا فمن يكون علينا؟”.إن كان الله خلّصنا فمن يحكم علينا؟ مضيفًا “إننا اليوم نحن الأبطال” “ففي ذلك فزنا فوزًا مبينًا” إنما هذه المرة لم نربح هذه العطية بتعبنا نحن بل حصلنا عليها مجانًا “يعود الفضل إلى الذي أحبّنا”. وتابع البابا ليقتبس من رسالة القديس بولس إلى أهل رومة (8: 31 – 39) “من يفصلنا عن محبة المسيح ربنا؟” وهذا لا يعني أننا “انتصرنا على أعدائنا وعلى خطيئتنا. لا! نحن مرتبطون بمحبة الله، لدرجة أنه لا يمكن لأحد أو لقوّة أو أي شيء أن يفصلنا عن هذه المحبة. بولس رأى هذه العطية، رأى أبعد من ذلك، رأى مانح العطية… رأى محبة الله لنا. حب لا يمكن تفسيره”.

ضعف الله يكمن في عجزه عن عدم الحب

“إنّ كلّ رجل وكل امرأة يمكنه أن يرفض هذه العطية” مفضّلاً كبرياءه وأنانيته وخطيئته. إنما العطية هي: “العطية هي محبة الله، إله متعلّق بنا… هذا هو عجز الله. نقول: “الله هو قدير لا شيء يعجزه! إلاّ أمر واحد يمكن أن يفوتنا! في الإنجيل الذي يخبرنا أنّ يسوع يبكي على أورشليم، يمكننا أن نفهم قليلاً حبّه. يسوع بكى! لقد بكى على أورشليم وفي هذا البكاء نرى ضعف الله: عجزه عن عدم الحبّ، هو لا يتعب منا”.

ضمانتنا الوحيدة: الله لا يدين بل يحبّ

“يسوع بكى على أورشليم قاتلة الأنبياء وراجمة المرسَلين إليها. ويسوع يقول لأورشليم ولنا جميعًا: “كم من مرة أردت أن أجمع أبناءك كما تجمع الدجاجة فراخها تحت جناحيها فلم تُريدوا!” وإليكم هذه الصورة: “كم من مرّة أردت أن أنقل عطفي، حبي كما تفعل الدجاجة مع فراخها ولم تقبلوا. لهذا مار بولس يفهم ويمكنه أن يقول بأنه واثق بأنّ ما من شيء يفصله عن محبة المسيح “لا الموت ولا الحياة، ولا الملائكة ولا أصحاب الرئاسة، ولا الحاضر ولا المستقبل، ولا السلطات العلوية، ولا السلطات السّفليّة، ولا خليقة أخرى”.

ثم ختم البابا: “الله لا يمكن إلاّ أن يحب! وهذه هي ضمانتنا!… وكما يقول القديس بولس ويذكر الكتاب المقدس، يريد “أن يجمعنا كما تجمع الدجاجة فراخها تحت جناحيها” إنما الله القدير، الخالق الذي يستطيع أن يقوم بكل شيء هو يبكي! في هذا البكاء على أورشليم، بهذه الدموع، تكمن محبة الله. الله يبكي عليّ، عندما أبتعد عنه؛ الله يبكي على كل واحد منا؛ الله يبكي على الأشرار الذين يقترفون الأعمال الشنيعة ويؤذون البشرية… هو لا يدين بل يبكي. لماذا؟ لأنه يحبّ!”

Share this Entry

ألين كنعان إيليّا

ألين كنعان إيليا، مُترجمة ومديرة تحرير القسم العربي في وكالة زينيت. حائزة على شهادة تعليمية في الترجمة وعلى دبلوم دراسات عليا متخصّصة في الترجمة من الجامعة اللّبنانية. حائزة على شهادة الثقافة الدينية العُليا من معهد التثقيف الديني العالي. مُترجمة محلَّفة لدى المحاكم. تتقن اللّغة الإيطاليّة

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير