في تِلكَ ٱلسّاعَة، دَنا بَعضُ ٱلفِرّيسِيّينَ فَقالوا لِيَسوع: «أُخُرج، وَٱذهَب مِن هُنا. لِأَنَّ هيرودُسَ يُريدُ أن يَقتُلَكَ». *
فَقالَ لَهُم: «إِذهَبوا فَقولوا لِهَذا ٱلثَّعلَب: ها إِنّي أَطرُدُ ٱلشَّياطينَ وَأُجري ٱلشِّفاءَ ٱليَومَ وَغَدًا، وَفي ٱليَومِ ٱلثّالِثِ يَنتَهي أَمري. *
وَلَكِن يَجِبُ عَلَيَّ أَن أَسيرَ ٱليَومَ وَغَدًا وَٱليَومَ ٱلَّذي بَعدَهُما، لِأَنَّهُ لا يَنبَغي لِنَبِيٍّ أَن يَهلِكَ في خارِجِ أورَشَليم. *
أورَشَليم، أورَشَليم، يا قاتِلَةَ ٱلأَنبِياءِ وَراجِمَةَ ٱلمُرسَلينَ إِلَيها! كَم مَرَّةٍ أَرَدتُ أَن أَجمَعَ أَبناءَكِ كَما تَجمَعُ ٱلدَّجاجَةُ فِراخَها تَحتَ جَناحَيها! فَلَم تُريدوا. *
ها هُوَذا بَيتُكُم يُترَكُ لَكُم. وَإِنّي أَقولُ لَكُم: لا تَرَونَني حَتّى يَأتي يَومٌ تَقولونَ فيه: «تَبارَكَ ٱلآتي بِٱسمِ ٱلرَّبّ!» *
*
تلفتنا في إنجيل اليوم شجاعة يسوع. فهو لا يهاب عظمة هيرودس بل يدعوه ثعلبًا نظرًا لاحتياله وعدم مصداقيته. من أين تنبع شجاعة يسوع؟ تنبع من ثقته ومحبته للآب، هذه المحبة التي لا تجعل المرء يؤمن أن كل شيء سيكون دومًا على ما يرام، ولكنها تؤمن أن كل شيء هو في يد الآب الضابط الكل. يدعونا بولس الرسول في القراءة الأولى إلى عيش هذه الثقة، وهي ثقة تحرر قلوبنا من قيود الخوف لأنه “لا موت ولا حياة” و “لا حاضر ولا مستقبل ولا أية خليقة” تستطيع أن تفصلنا عن محبة الله التي في المسيح يسوع.