نتعلم من صلوات الأنبياء قديما الذين اعترفوا للرب بخطيئتهم فداود اعترف قائلا “اعترف لك بخطيتي ولا اكتم إثمي قلت اعترف للرب بذنبي وأنت رفعت آثام خطيتي” (مز32: 5) وفي المزمور (51) قال ” ارحمني يا الله حسب رحمتك حسب كثرة رأفتك امح معاصي اغسلني كثيرًا من إثمي ومن خطيتي طهرني لأني عارف بمعاصي وخطيتي أمامي دائمًا إليك وحدك أخطأت والشر قدام عينيك صنعت ” ودانيال في صلواته قال “وبينما أنا أتكلم واصلي واعترف بخطيتي وخطيئة شعبي إسرائيل واطرح تضرعي أمام الرب إلهي ” (دانيال 9: 20)
فالتوبة تحتاج صلاة وسهر، فليست التوبة هي ترك الخطية ولكن من أجل محبة الله. هي صرخة من الضمير وثورة على الماضي. هي تغير شامل لحياة الإنسان. هي استبدال شهوة بشهوة. هي تجديد للذهن “تغيروا عن شكلكم بتجديد أذهانكم”(رو2:12). فالرب يطلب أن يصالحك، أفلا تستطيع أن تظل يقظا وتسهر معه ساعة واحدة .
فالتوبة هي استجابة من الإنسان لدعوة الله إليه. هي قلب منسحق، ومتواضع يسبب فرح في السماء وعلى الأرض ” هكذا يكون فرح في السماء بخاطئ واحد يتوب” (لو7:15-10). التوبة هي بداية رحلة طويلة لحياة النقاوة والقداسة .
منح الرب يسوع سلطانه الخاص لتلاميذه في الحل والمغفرة فقال الرب لبطرس الرسول “أنت الصخرة وعلى هذه الصخرة ابني كنيستي وأبواب الجحيم لن تقوى عليها وأعطيك مفاتيح ملكوت السماوات فكل ما تربطه على الأرض يكون مربوطا في السماوات وكل ما تحله على الأرض يكون محلولا في السماوات” (مت 16: 19).
وكرر الرب الوعد أيضًا بعد قيامته “ولما قال هذا نفخ فيهم، وقال لهم اقبلوا الروح القدس من غفرتم خطاياه تغفر له ومن أمسكتم خطاياه أمسكت” (يو20: 21-23).
من أهم العناصر لاستجابة صلواتنا ،كما علمنا الرب يسوع ، أن نصلي هكذا ” اغفر لنا ذنوبنا كما نغفر نحن أيضا للمذنبين إلينا ” ( متى 6 /12)
وحتى تكون صلواتنا مثالية ، ومتناغمة في حياتنا قال معلمنا انه أن غفرتم للناس زلاتهم يغفر لكم أبوكم السماوي وان لم تغفروا للناس زلاتهم لا يغفر لكم أبوكم السماوي زلاتكم ( متى 6 / 14 – 15) وحتى تفهم هذه الآيات أنها في سياق الصلاة ، وحتى لا يكون هناك أي التباس ، فقد عاود الرب يسوع الحديث قائلاً لهم ” ومتى قمتم تصلون فاغفروا إن كان لكم على احد شيء لكي يغفر لكم أبوكم الذي في السماوات .. وان لم تغفروا لا يغفر أبوكم الذي في السماوات أيضا زلاتكم ( مر 11 / 25- 26)
استشهد كثير من الآباء بكلام يسوع في عظاتهم وتعاليم الإخوة الرهبان فقال القديس فيلوس السينيائي ” اترك قربانك على المذبح كما يقول الرب ” واذهب أولا واصطلح مع أخيك ( متى 5 /24) وبعد ذلك حينما تعود ستصلي بلا اضطراب .
يقول القديس كبريانوس: “فاليعترف كل منكم أيها الأخوة الأحباء بإثمه مادام من إثم في هذا العالم وما دام ممكنًا قبول اعترافه وما دامت المغفرة بواسطة الكهنة مقبولة عند الله”.
صــــــلاة :
+ اللهم اغفر لي أنا الخاطئ وارحمني
+ اللهم أغفر لي أنا الخاطئ وسامحني
+ اللهم أغفر لي أنا الخاطئ وارحمني