أيّها الإخوة والأخوات الأعزّاء، خلال الأيّام الماضية قمت بزيارتي الرسوليّة الأولى إلى أفريقيا. أشكر الربّ على عطيّته الكبيرة هذه التي سمحت لي أن أزور ثلاثة بلدان. في كينيا، وفي كلّ مناسبة شجّعت على اكتناز الغنى الكبير لذاك البلد: غنى طبيعيّ وروحيّ مكوّن من موارد الأرض والأجيال الجديدة والقيم التي تكوّن حكمة الشعب، وفرحت بأن أحمل كلمة رجاء يسوع القائم من الموت: “اثبتوا في الإيمان ولا تخافوا”؛ كلمة تُعاش يوميًّا من قبل العديد من الأشخاص المتواضعين والبسطاء بكرامة نبيلة. في أوغندا حملت زيارتي علامة شهداء ذاك البلد، لذلك كان الشّعار: “وتكونون لي شهودًا”. وقد تمّت الزيارة في أوغندا بكاملها في حماس الشهادة التي يحرّكها الروح القدس؛ وهذه الشهادة المتعدّدة الأشكال هي خميرة للمجتمع بأسره. المرحلة الثالثة من الزيارة كانت جمهوريّة أفريقيا الوسطى، حيث فتحت هناك، في بانغي، وقبل أسبوع من الوقت المحدّد، أوّل باب مقدّس ليوبيل الرّحمة كعلامة إيمان ورجاء لذلك الشّعب، وبشكل رمزيّ لجميع سكّان أفريقيا الأشدّ عوزًا للخلاص والتّعزية. وحيث تقاسمنا فرح الشّعور بأنّ الربّ القائم من الموت هو معنا على السفينة وهو الذي يقودها إلى الشاطئ المقابل. لنرفع المجد معًا إلى الربّ على هذا الحجّ في أرض أفريقيا ولنسمح لكلماته بأن تقودنا: “اثبتوا في الإيمان ولا تخافوا”؛ “فتكونون لي شهودًا”؛ “فنعبر إلى الشاطئ المقابل”.
أُرحّبُ بالحجّاجِ الناطقينَ باللغةِ العربيّة، وخاصةً بالقادمينَ من الشرق الأوسط. أيّها الإخوةُ والأخواتُ الأعزّاء، إنّ يوبيل الرّحمة هو التزام جديد لنا نحن المسيحيّين لنشهد لإيماننا بحماسة وقناعة ولنكون العلامة الحيّة لمحبّة الآب في العالم. ليبارككُم الربّ!
© Copyright – Libreria Editrice Vaticana