Dove of the Holy Spirit in Saint Peter's Basilica

Wikimedia

كلّنا برباره

4 ركائز روحيّة من وحي عيد القديسة برباره

Share this Entry

 ركائز روحيّة من وحي عيد القديسة برباره، فلنتعرف معًا على سرّ قوتها وثباتها ونجاحها ورسالتها، لكي نصبح كلّنا، على مثال برباره، شهود القيامة في شرقنا المتألّم.    

  1. اتباع يسوع وبرباره

لاشك بأن الفتاة القديسة بربارة، قد اختبرت في فترة صباها، والتي لم تدم طويلاً، الإيمان الحيّ بشخص يسوع المسيح، الذي خلب قلبها البريء، فحررها بقوّة صليبه من الضلال، فكانت هذه القوّة المعين، الذي منحها القدرة في حمل راية الصليب عاليًا، فسارت به فرحة، تعلن قيمه وفضائله لعالمها الوثني (راجع ، لو 9: 23- 24) ولاسيّما لوالدها الذي جنّ جنونه. فاتباعها ليسوع كشف لها وهم الغنى الزائل: كالمال والحسب والنسب، والجاه، والسلطة والرفاهية، فأصبح الله غنى قلبها وإكليل حياتها، وعرفت في قرارة نفسها، أن «حياة المرء، وإن اغتنى، لا تأتيه من أمواله» (لو12: 13)، عالم الوثنية لم يثري قلبها، بل زاده ألمًا وحرماناً.

 لهذا تحثنا بربارة، أن نتحرر من ثقافة الوثنية، كالإستهلاك وامتلاك الأشياء والضمانات البشرية…  

  1. محبة يسوع وبرباره

ما الذي جعل من بربارة تتحمل بفرح، قساوة وضراوة التعنيف الجسدي والمعنوي، اللذين شوّها جسدها الطاهر؟ إنه إختبارها النوعي والعميق، لقوة حب يسوع المصلوب، الذي جعل من بربارة أن تتحمّل كافة العذابات من أجل هذا الحب العظيم. فقد دمجت في قلبها ونفسها وفكرها، جرح قلب يسوع، فغدت محبته سرّ نجاحها وابتسامتها وغفرانها لوالدها، ولكل من قام في تعنيفها وتعذيبها وقتلها. فكان هذا الإختبار عاملاً روحيًأ دفع يولينا صديقتها الى اعتناق المسيحيّة والإستشهاد مع برباره من أجل المسيح.

          ونحن كيف ندمج هذه المحبة في حياتنا اليومية والأسريّة والعائليّة والكنسيّة والإجتماعية؟ وهل حبنا ليسوع يشبه حب برباره؟ هل لإيماننا تأثير على أصدقائنا وأزواجنا وأولادنا؟

  1. جرأة برباره

          لم يضعف إيمان بربارة، أمام تهويلات الوالد وضغط النظام الوثني، بل زادها نضارة وقوّة، تراها تقف بجرأة وثقة في وجه التهديدات كالبطلة أمام جيوش العدو (مز27: 1)، تعلن وتشهد بفرح وقناعة  على إيمانها بالثالوث الأقدس.  فمن يمتلك إيمان واثق بشخص المسيح، لا تفزعه أو ترعبه أية اضطهادات أو حروب أو سيوف، لأنه يدرك أن الله يرافقه في كل حين، لاسيّما في وقت التجربة. ونحن كيف نشهد على إيماننا بالله الثالوث؟ وهل نمتلك معرفة إيمانية صحيحة تجعلنا قادرين على مجابهة الصعاب برجاء وفرح وحكمة وذكاء كبرباره؟

 

  1. برباره والشرق الأوسط

إن حياة القديسة والشهيدة برباره، هي قدوة ومثالاً لمسيحيي هذا الشرق، فهي التي إختبرت في جسدها البريء ثقافة العنف، لكنّ حبها ليسوع المسيح، جعلها تثبت على الرجاء الصلاح، مدركة أن الحياة لا تتعلّق في الأمجاد العابرة بل في الملكوت الآتي، فلهذا عاشت برباره حقيقة إتباع يسوع المسيح المصلوب بشكل يوميّ، مزينة بالفضائل الإنجيليّة من : عبادة لله، والزهد والكفر بالذات ونبذ الأوهام الخدّاعة، وعدم تعلق القلب بالماديات، والمغفرة للأعداء، والثبات على الإيمان، واحترام اختلاف الآخر، والشهادة لحقيقة الإنجيل وسط ثقافة وثنية مارست كافة أشكال العنف والقساوة بحق المسيحيين، كانت القديسة برباره ضحية هذه الثقافة. فبالرغم من الإضطهادات التي تعيشها الكنيسة في الشرق الأوسط، تبقى شهادة القديسة برباره الشهيدة لشرقنا المتألّم، علامة إنتصار الرجاء على الكآبة، والضعف على التسلّط، والحكمة على الجهل والإيمان على نكران الله ومحاربة كنيسته، والغفران والمحبة على الخطيئة وقساوة القلب، والثبات في الأرض على الهجرة التي أحيانا تكون غير مبررة.

 

خلاصة

فها برباره في يوم تكليلها طلبت من الله متضرّعة الى مسيحيي الشرق قائلة : « أنّ كل مريض كلّ متضايق بقروح خبيثة،ويصنع تذكاري، فلينل- بسرعة شفاء أوجاعه»[1].  فيا أيتها القديسة برباره، قديسة هذا الشرق المتألم، نطلب منك في ذكرى استشهادك المبارك، أن تساعدينا على تحمّل الألام حبًا بيسوع، كشهود مخلصين للمسيح ولكنيسته العروس، ثابتين على الإيمان والرجاء والمحبة، وسط ثقافة التكفير والتحقير والقتل والتهجير. آمين.  

 

 كلّنا برباره          

 

 


[1] – بيت الغازو الماروني Add. 14,791، في عيد القديسة برباره 

Share this Entry

الخوري جان بول الخوري

1

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير