تسلط مجزرة باريس الضوء مرة أخرى على أزمة نموذج التعايش بين الغرب والعالم الإسلامي، معرية المدى الكامل لفشل نموذج اندماج الشباب المسلم، ولا سيما في المجتمعات الأوروبية حيث أصبح التهميش والفقر ذريعة للتطرف وإعادة اكتشاف الدين كوسيلة لمواجهة كل الأمراض الاجتماعية. لتقييم الوضع الفرنسي، طلبت اسيا نيوز من الصحفية النيوزيلندية أن تشاركها نظرتها بشأن هذه المسألة.
تخبر الصحافية كاثرين فيلد أنها قررت أن تقضي في فرنسا خمسة أشهر في العام 2010 بحسب ما تفيد به الى وكالة آسيا نيوز لتطلع أكثر على الجماعة المسلمة في فرنسا ولكن هذا البحث استمر الى يومنا هذا زارت خلاله الصحافية المساجد والمؤسسات الثقافية الإسلامية لتفهم أكثر أبعاد هذه الديانة في فرنسا كما أنها رافقت كهنة وعلمانيين مهمتهم توسيع نطاق معرفتهم بالإسلام وبتغذية الحوار بين الأديان. كانت المجموعة تلتقي كل أسبوع بأئمة ليفهم الطرفان أكثر عن الآخر ومن هذه اللقاءات استنتجت أن الطريق أمام فرنسا طويل.
من خلال التأمل بهاتين الديانتين نجد أن المسيحيين في فرنسا مرتاحين بسبب جذورهم القديمة في فرنسا ومن جهة أخرى نجد المسلمين الذي ينمون أسرع من المسيحيين ولكن تنقصهم المعرفة والنقاط التي تعمل لصالح الديانة الناشئة هناك. لهذه المناقشات رجلين حاولا أن يجمعا بين الديانتين الأول هو محمد علي بو حرب الذي أصبح يعمل في الشرطة الوطنية وكان يشرح لزملائه في العمل عن حياته ودينه والثاني هو هوبار دو شارج التي ياتي من عائلة أرستوقراطية وعمل كثيراً على جمع الجماعة المسيحية مع الإسلامية.
في نطاق البحث الذي كانت تقوم به زارت الصحافية مدرسة مسلمة كانت تقع في مكان غريب وفقير ولا يليق بمدرسة فحتى كما قالت جدران المدرسة كانت تعبة، والمعلمة كانت تشرح للتلاميذ هناك عن جوانب الحياة الفرنسية فهم لا يتحدثون عن الحريات والمفاهيم الهامة للمثقفين في فرنسا ولا عن الفنون والأطعمة بل عن كيفية التعامل مع البيروقراطية في قاعة المدينة.