(رسالة للذين يصطادون في الماء العَكِر)
إن سفر رئيس الكنيسة القبطية إلى القدس يأتي في إطار دوره كبطريرك يودِّع مطرانًا جليلاً في مجمع الكنيسة، يشغَل المكانة الثانية في هيرارخية البروتوكول الكنسي القبطي.
فكيف إذن لا يذهب الأب البطريرك ليودعه وليرأس طقس التجنيز بنفسه؛ ومعه وفد من الأحبار الأجلاء، خاصة وأن أبانا الراحل مطران أورشليم مدينة الملك العظيم والتي نحملها في قلوبنا ونرنُو لزيارتها؛ قد ترك وصية كي يُدفن في مكان خدمته ووسط محبيه، وفي مقادسنا هناك.
إن رحلة قداسة البابا هذه قد أتت في إطار التجنيز والمشاركة في التعزية وواجب العزاء؛ وسط بطاركة خادمين في هذه البقعة الطاهرة من العالم. إنها ليست زيارة للسياحة ولا هي للتقديس ولا للتطبيع ولا للتسييس ولا للمتاجرة والمزايدة؛ لأنها تأتي في ظروف وداعية عصيبة ووداع؛ وفي سياق مساندة الإكليروس والشعب المقيمين بالقدس والشرق الأدنى كله؛ والذين هم أيضًا أبناء الكنيسة الأم.
يبدو أن الزمن الذي كان فيه احترام المقامات وواجبات الموت قد ولّىَ وانفرط أيضًا، حتى لم يستطع المتنطِّعين والمحرِّضين والمرتزقة أن يميزوا متى يمارسون!!!