في ذلك الزَّمان: قال يسوع للجموع: «الحَقَّ أَقولُ لَكم: لم يَظهَرْ في أَولادِ النِّساءِ أَكبَرُ مِن يُوحَنَّا المَعمَدان، ولكنَّ الأَصغَرَ في مَلَكوتِ السَّمَواتِ أَكبرُ مِنه.
فمُنذُ أَيَّامِ يُوحنَّا إِلى اليَومِ مَلَكوتُ السَّمواتِ يُؤخَذُ بِالجِهاد، والمُجاهِدونَ يَختَطِفونَه.
فَجَميعُ الأَنبِياءِ قد تَنَبَّأوا، وكذلك الشَّريعة، حتَّى يُوحَنَّا.
فإِن شِئتُم أَن تَفهَموا، فهُو إِيلِيَّا المُنتَظَر رُجوعُه.
مَن كان لَه أُذُنانِ فَلْيَسمَعْ!
*
السير وراء الحكمة الحقة يختلف تمامًا عن السفسطائية. من يتبع الحكمة الحقة يكون متواضعًا وله محور يجمع كل كيانه، أما المتفلسف فهو متكبر ومتشرذم المعرفة. ولكن تلميذ الحكمة، وبفضل تواضعه بالتحديد، هو ثابت ومتجذر. أفكاره واضحة وهي تحمل في مصداقيتها برهان حقيقتها. الحكيم، بعكس المنافق، ليس كـ “كَٱلعُصافَةِ ٱلَّتي تَذروها ٱلرِّياح”. كيان المتواضع يتوطد في صخرة يسوع ويضحي المسيح بالنسبة له بوصلة ووجهة وحجر الزاوية. وبحق، طوبى للإنسان الذي في “شَريعَةِ ٱلرَّبِّ سُرورُهُ وَبِشَريعَتِهِ يَتَفَكَّرُ لَيلَهُ وَنَهارَهُ”.