“ولدت في سان فرنسيسكو حيث كانت المحطة المختارة لخدمة والدي عام 1974 وكان والداي قد اختبرا الكاثوليكية منذ صغرهما كل على طريقته ولكن من خلال التنقل من مكان الى آخر جرى تواصل بينهما وبين جماهة شهود يهوه وقد اقتنعا بالرسالة التي كانت هذه الجماعة تبشر بها فوصل بهما الأمر الى الاعتماد كشهود يهوه عام 1984.” يخبر الكاتب أنه ترعرع في ظروف صعبة كفرد من شهود يهوه ولكنه كان يشعر بأنه ينتمي الى جماعة تهتم به وبعائلته وتعلمه “الحقيقة” كما أسماها. كان يشعر بالرضا لأنه يدافع عن مبادىء هذه الجماعة، كان يشعر بأنه أمين لله، فتعلم الكتاب بشكل سريع وبدأ يعظ بسن صغيرة، ويتنقل من باب الى آخر لينشر تعاليم “البشرى السارة” التي كان يستقيها.
أسئلة المراهقة
في عمر المراهقة، والتي تعد المرحلة الأصعب في حياة كل شخص، بدأ يسأل نفسه “كيف نعلم أن جماعة شهود يهوه هي فقط الديانة الصحيحة؟” و”لم يعود تاريخ هذه الجماعة الى مدى بعيد لدرجة أنه يخلق هوة بينها وبين الرسل” وأسئلة أخرى غيرها ولكن في مثل حالته كان الشخص الذي يطرح أسئلة كهذه يعد كشخص سيء للتشكيك في الجماعة لذلك احتفظ بأسئلته لنفسه. هنا، توجه نحو المخدرات والكحول وبدأ يتأمل ليعلم الأجوبة الصحيحة وأفصح لأهله عما كان يجول في خاطره ليساعداه وبحسب ما ينص قانون الجماعة كان يفترض به أن يحمل مخاوفه الى “الشيخ” وهكذا فعل فحظي بما يعرف بالإجراءات التأديبية والتي تحدد مسؤولياته في الجماعة بما في ذلك الصلاة علناً والقراءة في الكتاب أمام المجتمعين وإلقاء العظات. حاول الكاتب أن يستفيد من هذا الأمر ليقوي علاقته بالله وبعائلته فتخطى مسألة المخدرات وأعيدت مسؤولياته في الجماعة اليه.
رحلة البحث عن الأجوبة
بعد عدة سنوات من وهب الذات للجماعة أصبح الكاتب لو إيفريت كشيخ في الجماعة مع مسؤوليات كبيرة ولكن ما انفك يشعر بفراغ داخله وكان يصلي من أجل أن يحصل على إجابة يفهم من خلالها الأمر. عام 1994 تزوج من امرأة تنتمي أيضاً للجماعة وأرادا معاً أن يخدماها بفرح الخدمة ولكن الفراغ لم يفارقه فكانت الأسئلة حول ديانته تدور في رأسه من دون أي جواب. عام 1996 أصبح أباً لطفل صغير يقول أنه ساعده باتخاذ قرار مصيري في حياته. مع ولادة ابنه قرر أن يأخذ استراحة من مسؤولياته في الجماعة وخصص وقته للأبحاث حول الكتاب المقدس وتوقف عن حضور الاجتماعات ولكن هذا الأمر لم يسر الشيوخ في الجماعة.
أمر مفاجئ وغير متوقع
اتصل بالكاتب صديق له وهو شيخ أيضاً في الجماعة وأخبره بأنه مهتم كثيراً به ويود مساعدته بكل الأمور التي يحتاجها وأراد أن يزوره فرحب به كثيراً وحين التقيا تحدثا بالأمور التي كانت تجول ببال لو ايفريت وبما أنه شعر بالأمان مع صديقه الشيخ أخبره تقريباً بكل شيء موضحاً له أنه احتفظ بأفكاره لنفسه خوفاً من أن يتم الحكم عليه بطريقة خاطئة، هنا حاول الصديق أن يفسر له قدر المستطاع الأمور الضرورية لأسئلته وغادر وبعد فترة أسبوع تلقى لو اتصالاً من الجماعة وأفصحوا له أنه سيتم الاستغناء عنه لأنه يسأل أموراً تتعارض مع تفكيرها ومسيرتها فأجاب بأنه لم يعد يريد أن يكون عضواً فيها بالأساس، وحين يفصل أحد من الجماعة يمنع ذووه أو اصدقائه من التحدث اليه فكبرت الهوة أكثر فأكثر في أعماقه.
خيبات الأمل المتتالية
بعد ترك الجماعة شعر الكاتب بالغضب فبدأ يبحث عن المجهول عن الحلقة الضائعة التي كانت تشكل فوهة كبيرة في حياته. بحث عنها في البوذية والهندوسية…حتى أنه توجه الى الإلحاد ليملأ هذه الفوهة ولكن من دون جدوى. عام 1999 رزق بفتاة صغيرة وهنا توالت عليه الأسئلة، فها هو متزوج ولديه صبي وفتاة وزوجة محبة ولكنه ظل يشعر بذلك الفراغ…قاده الأمر مرة جديدة نحو الكحول والمخدرات ووجد أن زواجه بدأ يتهدم فوصل الى الطلاق مع رؤية أولاده مرة في الأسبوع وعاد وحيداً من جديد.
بصيص النور في وادي الظلام
عام 2005 التقى لو ايفريت بشيري وأغرما ببعضهما ومن ثم علم أنها كاثوليكية ولكنه لم يتوقف عند هذا الأمر مع أن جذوره في شهود يهوه نفرت من الموضوع في بادئ الأمر ولكنه طلب يدها للزواج وبدأ يحضر معها التحضيرات التي تسبق الزواج في الكنيسة الكاثوليكية وكانا يقابلان كاهناً فبدأ يفصح له عما يجول في خاطره وتعجب من ردة فعله الهادئة فكان يجلس ويصغي له ويبتسم ويتفهم. بعد مرور بعض الوقت قدم له الأب كتاباً حول تعاليم المسيح وعرض عليه أن يقرأه ولكنه أخذه ونسيه تماماً. هذا وكان عيد الميلاد على الأبواب فطلبت منه شيري أن يرافقها الى قداس منتصف الليل وبعد تردد قام بالأمر ومن ثم أفصح لها أنه من أجمل ما قام به، وبعد فترة تزوج بها.
حادث غير مجرى الأمور
في ليلة تعرض لو ايفريت لحادث بسبب كمية الكحول التي كانت تسير في دمه وبسبب الراحة التي طلبها الأطباء وجد لو نفسه يتأمل بحياته التي يعيشها مع شريكته المحبة المؤمنة لدرجة كبيرة بربها وتذكر الكتاب الذي أهداه إياه الكاهن فبحث عنه وبدأ يقرأه وطلب من زوجته أن يرافقها الى القداس ففرحت جداً، وهناك شعر بأن هذا الفراغ بدأ يختفي وبأنه كلما ذهب الى القداس لمسه وجود أحد أهم منه، أحد عظيم يناديه ليقترب منه، وغدت الكنيسة المكان المفضل له ليقصده مذذاك الحين.
الشكر للرب الذي ملأ فراغ حياته
تم قبول لو ايفريت ف
ي الكنيسة الكاثوليكية عام 2010 وكانت فرصة التقدم للمناولة للمرة الأولى شعوراً لا يوصف بالنسبة اليه، شكر الرب على هذه النعمة في حياته وعلى مساعدته له ليرى وجهه في الكثير من الناس الذين صادفهم في حياته. تخلى لو ايفيريت عن جماعة كانت تحد معاينته للرب ودخل الى جماعة تعاينه، كنيسة واحدة، حقيقية، يشكر من خلالها الرب على ملء الفراغ في حياته.