إنّ لجنة العلاقات الدينية مع اليهود قد أصدرت اليوم وثيقة بعنوان “مواهب الله ودعوته لا عودة عنها: تأمّل حول المسائل اللاهوتية المتعلّقة بالعلاقات القائمة بين الكاثوليكية واليهودية” لمناسبة مرور خمسين سنة على إصدار وثيقة “في عصرنا” (الرقم 4). يتألّف النص من مقدمة ومن سبعة فصول نذكر منها:
“تاريخ موجز عن تأثير وثيقة “في عصرنا” في خلال السنوات الخمسين”؛ “”الوضع اللاهوتي للحوار اليهودي الكاثوليكي”؛ “العلاقة بين العهدين القديم والجديد”؛ “أهداف الحوار مع اليهود”؛ وغيرها… ويفسّر الفصل الأول الخطوات الكبيرة التي تم اتخاذها في سبيل الحوار في خلال السنوات الخمسين الأخيرة فالوثيقة الصادرة عن المجمع الفاتيكاني الثاني “في عصرنا” تؤكّد أهمية الاحترام المتبادل بين الكنيسة الكاثوليكية واليهود وقد حملت الوثيقة تأثيرً كبيرًا على الأصعدة كافة.
كما يؤكّد الفصل الثاني أنه نتيجة الجذور التي تربط المسيحية باليهود، لا يمكن أن يُقارَن الحوار مع اليهودية بالديانات الأخرى فلا يمكن فهم يسوع إلاّ في الإطار اليهودي. إنّ الله يكشف عن نفسه في كلمته وهو يخاطب البشرية. بالنسبة إلى اليهود، الكلمة هي في التوراة وأما بالنسبة إلى المسيحيين فكلمة الله قد تجسّدت بيسوع المسيح. وبما أنه لا يمكن تجزئة كلمة الله فهي تدعو الناس لكي يستجيبوا بطريقة تسمح لهم أن يعيشوا العلاقة الصائبة مع الله وقد أتى ذلك في الفصل الثالث.
يتناول الفصل الرابع العلاقة بين العهدين القديم والجديد ولا يمكن الفصل بينهما ولو أنّ اليهود والمسيحيين يفسّرونه كل ديانة بحسب تقاليدها الدينية الخاصة. فبالنسبة إلى المسيحيين، يُفهَم العهد القديم ويُفسَّر على ضوء العهد الجديد. العهد القديم والعهد الجديد هما جزء من التاريخ الأوحد لعلاقة الله مع شعبه بالرغم من أنّ العهد الجديد هو تحقيق مواعيد الله التي قام بها في العهد القديم.
في حين أنّ الفصل الخامس يسلّط الضوء على أنّه من خلال يسوع المسيح ومن خلال موته وقيامته، الجميع ينال الخلاص لأنّ مواهب الله ودعوته لا عودة عنها. وتواصل الوثيقة لتعتبر أنّ الفصل السادس ينظر إلى أنّ الحوار بين اليهود والكاثوليك يؤكّد أنّ الكاثوليك يشهدون لإيمانهم بيسوع المسيح.
أما الفصل السابع والأخير فيختم بالقول بإنّ الالتزام بالحوار الأخوي، يعلّم اليهود والكاثوليكي كيفيّة فهم بعضهم بعضًا من خلال البحث عن المصالحة والمواظبة على ذلك والالتزام معًا من أجل الترويج للعدالة والسلام والاهتمام بالخليقة. كما ينصّ الفصل السابع على بذل الجهود لمحاربة السامية. “عليهم أن يتعاونوا أكثر من الناحية الإنسانية ومن خلال الاهتمام بالفقراء والمهمّشين والضعفاء حتى يصبحوا بركة العالم أجمع”.
***
نقلته إلى العربية (بتصرف) ألين كنعان – وكالة زينيت العالمية