إنّ الكاهن الذي وقع أكثر من أربعة أشهر رهينة بين أيدي الدولة الإسلامية، ها هو اليوم يتوجّه من جديد إلى منطقة النزاع ويريد من المسيحيين والمسلمين أن يعانقوا الرحمة. إنه الأب جاك مراد، الكاهن السرياني الكاثوليكي الذي قال بعزم وتصميم لوكالة الأبناء الكاثوليكية أثناء مؤتمر عُقد في روما يوم 10 كانون الأول من تنظيم عون الكنيسة المتألمة: “سأعود مجددًا إلى الشرق الأوسط! إنّ الرب هو من يسألنا أن نواصل مهمتنا”.
وقال: “أنا أسأل أولاً أن ينظر المسيحيون بعين الرحمة إلى المسلمين في ظلّ يوبيل الرحمة. إنها طريقة لمحاربة العنف. وبهذه الطريقة يكونون شهداء حقيقيون لإخوتهم. أريد أن أقول للمسلمين أن يتذكّروا بأنّ دينهم هو دين رحمة. عليهم أن يفهموا المسيحيين جيدًا، وأن يقبلونهم لأنهم ذُكروا في القرآن. لا صلة بين الديانة والحرب. لا يمكن لإحد أن يستخدم الدين للقيام بحرب فالدين هو دعوة لعيش الحياة الصالحة والسلام”.
ثم وصف الأب مراد دير مار موسى بكونه “رمز للحوار بين المسيحية والإسلام”. وقال بإنه من المجدي تأمين المساعدة للشعب بالأخص من هم بأكثر حاجة. إنّ الدير ساعد العائلات والمرضى والمهجّرين واللاجئين.
وأضاف: “من المستحيل أن يعيش المسيحيون تحت وطأة الدولة الإسلامية. إنّ الشعب السوري بأكمله هو ضحية هذه الحرب. أنا أؤمن أنه عندما وهب يسوع حياته بذلها من أجلنا كلنا! ونحن ككنيسة مسؤولون عن الشعب السوري بكامله وليس عن المسيحيين فحسب. وعلينا أن نلتزم بهذه المسؤولية بشكل جدي حتى يحصل الجميع على السلام”.
وأضاف الأب مراد: “على الدول الأوروربية أن تلتزم بمسؤوليتها تجاه الشعب السوري الذي هرب بحثًا عن حياة أفضل ولاقى الموت في المحيط”. إنّ كل شخص يملك الحق لكي يعيش بسلام وأن يحصل على مكان لكي يربّي أولاده بسلام”.
وأما في حديثه عن تفاصيل اختطافه فقال: “لقد أخذونا إلى الرقّة المعروفة بعاصمة الدولة الإسلامية وزجّونا في سجن ووضعونا في حمام حيث قاموا بإهانتنا”. وقال الكاهن بإنه اعتبر ذلك نعمة “لأنّ هذه هي دعوتنا” أن نكون متواضعين في وجه العنف”.
وتابع ليخبر عن أمرين مدّاه بالسلام الداخلي. لقد صلّى الوردية موكلاً نفسه لعناية العذراء مريم قائلاً “لطالما دعمتني. في كل مرّة، كنت أصلّي فيها الوردية كانت تترك في داخلي شيئًا قويًا لا يمكن وصفه. وقد وفى بوعده الذي كان قد قطعه للعذراء مريم بالقيام بحج إلى المزار المريمي في لورد إن استطاع الفرار.
ولم ينسَ أن يطلب شفاعة شارل دو فوكو، الكاهن الفرنسي الذي اختُطف في الجزائر على يد اللصوص في الأول من كانون الأول 1916 مشيرًا إلى أنه كان ضحية العنف إنما بذل نفسه في الجزائر من أجل الحوار مع الإسلام.