في ذلكَ الزّمان: دخَلَ يسوع الهَيكل، فَدنا إِلَيه الأَحبار وشُيوخُ الشَّعبِ وهَو يُعَلِّمُ وقالوا لَه: «بِأَيِّ سُلطانٍ تَعمَلُ هذِه الأَعمال؟ ومَن أَولاكَ هذا السُّلطان؟»
فأَجابَهم يسوع: «وأنا أسأَلُكم سُؤالاً واحِدًا، إن أَجَبتُموني عَنه، قُلتُ لَكم بِأَيِّ سُلطانٍ أَعمَلُ هذه الأعْمال:
مِن أَينَ جاءت مَعمودِيَّةُ يوحَنَّا: أَمِنَ السَّماء أَم مِنَ النَّاس؟» فقالوا في أَنفُسِهم: «إِن قُلْنا: مِنَ السَّماء، يَقولُ لَنا: فلِماذا لم تُؤمِنوا بِه؟
وإن قُلْنا مِنَ النَّاس، نَخافُ الجَمعْ، لأَنَّهم كُلَّهم يَعُدُّونَ يوحَنَّا نَبِيًّا».
فأَجابوا يسوع: «لا نَدري». فقالَ لَهم: «وأَنا لا أَقولُ لَكم بِأَيِّ سُلطانٍ أَعمَلُ هذهِ الأَعمال».
*
إن النظرة الروحية الثاقبة وقدرة الحكم الصائب تنبعان من جهد المصداقية الذي يضحي طبيعة ثانية في النفس . فمن لا يعيش الصدق دوماً، يجد مصاعب في تمييز الوقائع والمواقف. بقدر ما تسعى لتكون صادقاً مع نفسك، بقدر ذلك تضحي نظرتك حادة وثاقبة. يضع يسوع محاوريه أمام أسئلة مرتبطة بحياتهم، ولكنهم بالرغم من ذلك، لم يطرحوها على ذواتهم. فمن كان يوحنا في حياتهم؟ ما أهمية شهادته؟ فقط إذا اجابوا على هذه الأسئلة بصدق، يستطيعون أن ينفتحوا على الحق، على يسوع. وهكذا الأمر في حياتنا أيضا. هناك أسئلة جوهرية هامة، هي تمهيد لخبرة إيمان أعمق، إذا لم نتهرب منها.