“إنّ الرجاء في رحمة الله تفتح الآفاق وتحررنا في حين أنّ القساوة تغلق القلوب وتسبّب الشر” هذا ما أتى اليوم على لسان البابا فرنسيس مترئّسًا القداس الإلهي من دار القديسة مارتا ومعلّقًا على قراءات اليوم التي تقدّمها الليتورجيا اللاتينية (سفر العدد 24: 7 – 17 وإنجيل القديس متى 21: 23 – 27).
إنّ القراءة الأولى تتحدّث عن بلعام الذي قال عنه البابا بإنه كان يملك أخطاءه وخطاياه. “إنما كلنا خطأة، كلنا! كلنا خطأة. إنما لا تجزعوا فالله أكبر من خطايانا”. لقد التقى بلعام في طريقه بملاك الرب وحلّ عليه روح الله فحوّل قلبه. لم يغيّر جزءًا منه بل كلّه” إنّ شعب الله كان يعيش في خيام في الصحراء وأما هو “فأصبح يرى الخصب في الصحراء والجمال والنصر”. لقد فتح قلبه فأصبح يرى أبعد من ذلك، يرى الحقيقة لأنّه “مع الإرادة الصالحة غالبًا ما تترافق الحقيقة. إنها حقيقة تمنح الرجاء”.
وأكّد البابا: “إنّ الرجاء هو فضيلة مسيحية نحصل عليها كعطية كبيرة من الرب وتجعلنا نبصر من بعيد، أبعد من مشاكلنا وآلامنا ومصاعبنا وخطايانا. تدفعنا لكي نرى جمال الله”. “عندما ألتقي بشخص يتميّز بفضيلة الرجاء، ويمرّ بأوقات من الضيق في حياته ورغم كل ذلك لا يزال يمتّع بنظرة ثاقبة، فإنه يتحلّى بحريّة النظر إليها بطريقة أخرى وهذا هو الرجاء. إنها النبوءة التي تمنحنا إياها الكنيسة اليوم مشيرًا إلى أنّ الرجاء يفتح الآفاق ويحررنا “إنه لا يقيّدنا ويجد دائمًا مكانًا لتسوية الوضع!”
أما في الإنجيل فنجد أنّ الأحبار وشيوخ الشعب قد سألوا يسوع وهو يعلّم: “بأي سلطان تعمل هذه الأعمال؟ ومن أولاك هذا السلطان؟” لم يملكوا الآفاق “إنهم أناس منغلقون على حساباتهم”. هم منغلقون على قساوتهم. إنّ الحسابات الإنسانية “تغلق القلوب وتحدّ من الحرية”. فما أجمل الحرية والرجاء اللذين يتمتّع بهما الرجل أو المرأة في الكنيسة. وعلى العكس كم تسبب القساوة الأذى والشرّ…
ثم ختم البابا عظته بإخبار قصة حصلت معه عام 1992 عندما كان في بيونس آيرس بينما كان يحتفل بقداس مع المرضى. وبينما كان البابا قد أمضى وقتًا طويلاً في كرسي الإعتراف، وصلت إليه امرأة في الثمانينيات من العمر ونظرت إليه “بعينيها اللتين تنظران بشكل مختلف، الممتلئتين من الرجاء”. فسألها: “أيتها الجدة هل جئت لتعترفي؟ فأجابت وقالت: “الله يغفر كل شيء”. فقلت لها كيف تعرفين ذلك؟ “فأجابتني: “لو أنّ الله لا يغفر كل شيء لما كان العالم موجودًا بعد”. وختم وقال: “الله يغفر كل شيء إنما ينتظر منا أن نقترب منه فحسب”.