كلنا يذكر يوم أصدر البابا فرنسيس وثيقتين بخصوص إجراءات بطلان الزواج في الكنيسة الكاثوليكية فحملت واحدة عنوان “ربنا يسوع القاضي الوديع” والثانية تخص الكنائس الشرقية الكاثوليكية بعنوان “يسوع الرحيم والوديع” وقد تحدّثنا في مقالة سابقة نشرناها على موقع زينيت من كتابة الأب هاني باخوم خصائص هذه الوثيقة التي دخلت حيّز التنفيذ في 8 كانون الأول يوم بدأ يوبيل الرحمة نذكر منها: التأكيد على أهمية المجانية التامة لمثل هذه الدعاوى حتى تظهر الكنيسة بصورتها كأم كريمة.
وكم من مرّة سلّط البابا الضوء على أهمية هذا السر بالأخص حين قال في المحطة الأخيرة من زيارته إلى أسيزي عند لقائه بالشباب بعد أن طرحوا أربعة أسئلة حول معنى الدعوة والعائلة والعمل والرسالة. وقال وقتئذٍ: “الله قد انتصر على الشر، هو حب لامتناهٍ، رحمة لا متناهية. هذا هو الإنجيل، هذه هي البشرى السارة”.
وأضاف: “إن شخصين مسيحيين عندما يتزوجان يعبّران عن اعترافهما لدعوة الرب في حبهما، وهي دعوة لكي يضحي الاثنان، الذكر والأنثى، واحدًا، حياةً واحدة. الزواج المسيحي، كسِرَ، يغمر هذا الحب البشري بنعمة الله، يجذره في الله بالذات”.
وإن كنتم تتساءلون عن علاقة الرحمة بالزواج فالجواب واضح! إن لم تمارَس الرحمة وتُعاش بين المتزوّجين فلن تتجدّد العلاقة يومًا بعد يوم وتكتمل بحب ورحمة الله متمثّلين بمريم أم الرحمة!