في ذلك الزمان: قال يسوعُ للأَحبارِ وشيوخِ الشَّعب: «ما قولُكم؟ كانَ لِرَجُلٍ ابنان. فدَنا مِنَ الأَوَّلِ وقالَ له: «يا بُنَيّ، اِذهَبِ اليَومَ واعمَلْ في الكَرْم».
فأَجابَه: «لا أُريد». ولكِنَّه نَدِمَ بَعدَ ذلك فذَهَب.
ودَنا مِنَ الآخَرِ وقالَ لَه مِثلَ ذلك. فَأَجابَ: «ها إِنِّي ذاهبٌ يا سيِّد!» ولكنَّه لم يَذهَبْ.
فأَيُّهما عَمِلَ بِمَشيئَةِ أَبيه؟» فقالوا: «الأَوَّل». قالَ لَهم يسوع: «الحَقَّ أَقولُ لكم: إِنَّ العَشَّارينَ والبَغايا يَتَقَدَّمونَكم إِلى مَلَكوتِ الله.
فَقَد جاءَكُم يوحَنَّا سالِكًا طريقَ البِرّ، فلَم تُؤمِنوا بِه، وأَمَّا العشَّارونَ والبَغايا فآمَنوا بِه. وأَنتُم رَأَيتُم ذلك، فلَم تَندَموا آخِرَ الأَمرِ فتُؤمِنوا بِه.
*
من عاش خبرة الحب – وأعني الحب في أي من أشكاله: الحب الزوجي، الحب الأخوي في جماعة ما، حب الصداقة،… – يعرف أن قيمة “نعم” الحب لا تأتي من حماسة اللحظة الأولى التي نتلفظ به، بل من مقاومته لتأثير الزمن. وهنا ينطبق القول: “من يصبر إلى المنتهى يخلص”. خاصية الحب هذه تعلمنا ألا نحكم على الأمور مسبقًا، بل أن “نعمل على خلاصنا بخوف ورعدة”، أن نكون متواضعين وألا نشعر بأننا وصلنا قبل الأوان. إلا أن الموقف المطلوب ليس موقف الاستسلام، بل التسليم لعمل الرب ولنعمته، هو الذي ينظر إلى المتواضعين ويرفعهم.