ألقى واعظ الدار الرسولية اليوم عظته الثالثة وهي الأخيرة في زمن المجيء تحضيراً لعيد الميلاد ودار موضوعها بحسب ما ذكرته إذاعة الفاتيكان حول العذراء مريم وقد استهله يقول من الدستور العقائدي نور الأمم تحت عنوان “الكوباوية مريم أم الله في سر المسيح والكنيسة” ودعا الجميع الى التأمل حول ما يقوله المجمع الفاتيكاني الثاني حول هذا الأمر: “إنَّ العذراء الطوباوية التي أُعِدَّتْ منذُ الأزل، في تصميم تجسُّد الكلمة كي تكون أمَّ الله، غَدَتْ على الأرض، بتدبيرِ العناية الإلهية، أُمّاً حبيبةً للمخلِّص الإلهي، وشريكةً سخية في عمله بصفةٍ فريدةٍ أبداً، وأَمَةً للرب وديعة. بالحبلِ بالمسيح، وبوضعها إياه في العالم، وبتغذيتها له، وبتقدمته في الهيكل إلى أبيه، وبتألمها مع إبنها الذي مات على الصليب، ساهمت في عَمَل المخلص مساهمةً لا مثيل لها بخضوعها وإيمانها، برجائها ومحبَّتها الحارة كي تعود الحياة الفائقة الطبيعة إلى النفوس. لهذا كانت لنا أُمَّاً في نطاقِ نظامِ النعمة” الى جانب أنها أم الله يشير المجمع الى دور مريم كماثل للكنيسة وصورة عنها بالقول:”تتحد الطوباوية مريم إتحاداً وثيقاً بالكنيسة وذلك بنعمةِ الأمومة ودورها اللذين يوحدانها بإبنها المخلص، وبفضل مهماتها الفريدة. وحسب تعليم القديس أمبروسيوس، إنَّ أمَّ الله هي صورة الكنيسة أعني في الإيمان، والمحبة، والإتحاد الكامل بالمسيح“.
شرح الأب كانتالاميسا أن الحداثة الأكبر حول العذراء مريم في المجمع تقوم في الدستور العقائدي للكنيسة الذي حقق به المجمع تجديداً كبيراً في اللاهوت المريمي فمريم بحسب ما كتبه القديس أغسطينوس هي العضو المميز في الكنيسة، فهي قديسة وطوباوية ولكنها جزء من الكنيسة وليست أهم منها، الحداثة الاخرى للمجمع بحسب الإذاعة عينها فهي التشديد على ايمان مريم وكما يقول أيضاً القديس عينه فالعذراء مريم ولدت في الإيمان من حملت به في الإيمان فبعد أن كلمها الملاك حملت المسيح في قلبها قبل أن تحمله في أحشائها.
أما من الناحية المسكونية للاهوت المريمة فقال الأب وفق ما أوردته الإذاعة أننا ولنفهم دور مريم في العمل الخلاصي علينا أن نبدأ من وساطة الخلائق كوساطة ابراهيم والرسل والأسرار والكنيسة ولذلك إن كان ما فعله ابراهيم استحق أن ينال عليه لقب أب جميع المؤمنين يمكننا أن نفهم لماذا تطلق الكنيسة لقم أم جميع المؤمنين على مريم. انطلاقاً من هذه الأمور يمكننا أن نفهم ما يقوله القديس ايريانوس عن مريم العذراء أنها مثال بركة وخلاص ولكنها أيضاً نعمة من الله وسبب للخلاص.
من الممكن أن التعبد لميرم المبالغ به أوصل البروتستانت الى هنا لذلك علينا أن نبعد بكلانا وأفعالنا عن كل ما يقود الى الضلال، والتعبد الحق لمريم العذراء بحسب الأب ينبع من عمق الإيمان، ومع أن التعبد لمريم قد يختلف إلا أن الأمر المشترك هو أننا جميعاً نعلنها أم الله، وأم جميع المؤمنين. أما في العلاقة بين سنة الرحمة ومريم العذراء فيقول واعظ الدار الرسولي وفق إذاعة الفاتيكان أننا في صلاة السلام عليك أيتها الملكة ندعو مريم أم الرحمة وهي الباب الذي دخلت منه الرحمة الى العالم وهي أول من نال الرحمة التي هي النعمة، وهي أم الرحمة التي نقلتها الى الأجيال “ورجمته الى جيل فجيل”.الى جانب ذلك تابع الأب قائلا:”أقر القديس بولس أن أفضل طريقة لإعلان رحمة الله هي بالشهادة لها لنشعر بأننا ثمرة تلك الرحمة.”