"كانت زيارة البابا فرنسيس إلى أفريقيا "زيارة جوهرية"، تكلّم عنها المسلمون في كلّ مساجد فرنسا". بهذه الجملة، عبّر حسين درويش إمام مسجد نيم في فرنسا عن رأيه، في معرض مداخلته خلال اللقاء المعنون "النزوح: جواب على انتقال اضطراري"، والذي حصل بتاريخ 11 و12 كانون الأول في العاصمة التشيكية براغ، بتنظيم من مجموعة اللقاء بين الثقافات والحوار مع الكنائس والمؤسسات الدينية التابعة للحزب الشعبي الأوروبي. وقد حضر اللقاء الكاردينال دومينيك دوكا رئيس أساقفة براغ، والمتروبوليت إيمانويل رئيس جمعيّة أساقفة فرنسا الأرثوذكس، بالإضافة إلى العديد من الشخصيات السياسية والدينية.
وبحسب مقال الزميلة مارينا دروجينينا، تكلّم الإمام في مداخلته عن "روعة رسالة السلام التي أطلقها الحبر الأعظم في جمهورية أفريقيا الوسطى بهدف حلّ المشكلة القائمة بين المسلمين والمسيحيين هناك، وهي التي تعطينا مثالاً عن الحوار والإنسانيّة والحبّ والأخوّة". وقد قال درويش: "الله لم يعطِنا الدين لنتقاتل، بل لنعيش معاً ولنملأ قلبنا من محبّته التي تصبح شمساً تنير العالم أجمع بدون تمييز بين المسلم وغير المسلم أو الملحد. المهمّ أننا جميعاً بشر وأولاد لله الذي يجمعنا". ثمّ أكّد الإمام أنّ الكثير من المسلمين شعروا بالفخر بـ"إخوتهم الكاثوليك وبقداسته، وبرسالة المحبة التي يحملها في العالم أجمع، بما أنّه يعلّم حبّ الله وحبّ القريب والمشاركة والمساعدة والعون للآخرين".
من ناحية أخرى، أشار الإمام درويش إلى أنّ الإسلام اليوم يختبر أزمة عميقة تتعلّق بتفسير النصوص الدينية مقارنة بالآيات القرآنية. "صحيح أنّ البعض يسيئون شرح النصوص وكلمات النبيّ، لا بل يحمّلونها عنفاً لتقسيم المجتمع وزرع الحقد بين الشعوب، فيما الاختلاف الديني والثقافي هو بالفعل غنى".