جمع لوقا الرسول في نصّ هذا الإنجيل ، أقوال يسوع ومبادئه في الحياة الجماعيّة :
العثار والغفران الأخوي والإيمان … ورسم بها الطريق التي تجمعنا مع الآب الإلهيّ وإخوتنا البشر .
إنّ الخير والشرّ ينبعان من عمق قلب الإنسان ، وليس من ظاهره ، وأعضاؤه أدوات طيّعة لما يُمليه القلب عليها .
لقد أسّس السيد المسيح الأسرار ، ومحورها الإنسان وخطئيته وخلاصه منها … وكلنا ندرك ما ينتظره منّا يسوع . فلا بُدّ من الصلاة لنثبت في إيماننا بالإنسان القائم من بين أموات خطيئته ، فنعيش حياة إنجيليّة سماويّٰة ، رغم ضعفنا وعدم قدرتنا على تتميمها بإمكانيّتنا البشرية ، إذ إنّ نعمته تعالى ضروريّة لتسعفنا وتقوّينا .
لا يكلّمنا يسوع عن علاقتنا الإجتماعيّة ، بل يركّز على علاقتنا بالله ، الآب السماويّ ، الذي يشدّ وسطه ويُجلسهم للطعام ، ويدور
عليهم يخدمهم ( لوقا ١٢:٣٧ ) .
ليست علاقة خوف الخادم الأمين مع سيّده ، الساهر كي لا يزعجه ، بل على مثال الابن العجيب الذي بتواضعه يجعل نَفْسه خادماً للآب بخدمة إخوته ، مقتنعاً أن ليس له أي حقّ يطالب به أباه إلاّ المحبّة . والمحبّة اللامحدودة ، التي هي ميزة المسيحيّة ، تجعل من الناس إخوة بعضهم لبعض ، حيث الجميع يتوقون إلى الكمال بالمحبة .