Mons. Ortega

Tele Lumière

شجرة "الوحدة الوطنية" تضاء على أنغام ترنيمة "سلام سلام"

الأب رفعت بدر: نصلي لكي يحفظنا الرب واحدًا في وطن واحد

Share this Entry

أضيئت مساء نهار الأحد شجرة الوحدة الوطنية في مزار العذراء سيدة لورد، التابع لكنيسة قلب يسوع الأقدس في بلدة ناعور، جنوب عمّان، وذلك خلال الاحتفالية التي نظمها للسنة الخامسة كل من المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام وجمعية خليل السالم الخيرية.

وقال الأب رفعت بدر مدير المركز الكاثوليكي وكاهن رعية ناعور: “يشرفنا وللعام الخامس بأن نضيء معاً شجرة الوحدة الوطنية. حيث أشعلنا الأولى عام 2011 في مدرسة الفرير، والثانية 2012 في قاعة كنيسة دي لا سال في جبل الحسين، والثالثة 2013 في كنيسة البشارة في اللويبدة، والرابعة 2014 مع أخوتنا المهجّرين في قاعتهم في ناعور، واليوم الخامسة في 2015 في مزار سيدة لورد في ناعور”.

وتابع “لقد أطلقنا عليها وبحق لقباً عزيزاً هو كنزنا الكبير، ألا وهو شجرة الوحدة الوطنية. هذه الوحدة القوية كالشجرة الضاربة جذورها في الأعماق، وهي بحاجة إلى تعزيز وسقاية. ونصلي في هذا المساء، لكي يحفظنا الرب واحداً: في وطن واحد، وتحت قيادة هاشمية واحدة، وفي مصير واحد، وهو مستقبل مزهر بإذن الله وبحكمة القيادة وبوعي الشعب الواحد”.

وأضاف مدير المركز “نطل على عيدين سعيدين، تجاوراً وتزامناً وتقارباً، لكي يعززا من تجاور وتقارب وتزامن الشعب الواحد بمسيحييه ومسلميه. فتحية في عيد المولد النبوي الشريف، كما في عيد الميلاد المجيد. وأعلن أنها تحمل هذا العام خصوصية، وهي وضع صور الشهداء من شبان وشابات في القدس الى جانب الزينة الميلادية المعتادة. كما نصلي من أجل سائر المدن العربية المكلومة، في بغداد ودمشق وبيروت وغيرها”. وقدم الشكر لجمعية الكاريتاس الخيرية ولجمعية نشامى ونشميات ناعور ولدراجات هارلي دافيدسون الذين قدموا الهدايا لأطفال وعائلات ناعور في عيد الميلاد.

من جانبها ألقت مديرة جمعية خليل السالم الخيرية الآنسة حلا رأفت الجرف كلمة عبّرت فيها عن سرور الجمعية بتقديم شجرة العيد وتزيينها سنوياً، كونها تحمل اسماً مشرفاً يجعل كل مواطن يزداد فخراً بوطنه، ويعمل بروح المواطنة على تنميته والنهوض به. وقالت “في ذكرى ميلاد السيد المسيح عليه السلام نذكر نهجه في إرساء المحبة والوئام بين البشرية، ونذكر بضرورة سعينا جميعاً للمحافظة على هذا النسيج الاجتماعي المتميز بالتنوع الديني والمذهبي والقومي، والذي كان دائماً عنواناً لتقدم هذا الشعب المعطاء، وملمحاً مهماً من ملامح الثراء الأخلاقي والثقافي والازدهار الاجتماعي والتقدم الحضاري”.

وتابعت “إن الشرق وعلى مدى آلاف السنين قام بإعطاء العالم دروساً في الحضارة والإنسانية، والذي يحدث الآن في المنطقة من تفرقة واضطهاد على خلفيات مذهبية وعرقية ما هو إلا ضرب ظرف طارئ وغريب علينا وعلى المنطقة بشكل عام”، لافتة إلى أن “شعوب المنطقة  تلتقى جميعها في عيد الميلاد لإحياء روح السلام والإخاء لتحل المحبة والتسامح محل الانتقام. فرسالتنا واحدة وهي أن نبني حضارة السلام والأخوّة والمحبة، بعيدين عمّا أصاب المنطقة من جنون وتعصب وقتل وتهجير وتكفير لا يرضي به لا دين ولا ضمير”.

وقدم كل من معالي الدكتور كامل أبو جابر، والشيخ مصطفى أبو رمان، والأستاذ الدكتور عامر الحافي، ورئيس وأعضاء جمعية نشامى ونشميات ناعور، تهانيهم بالعيدين السعيدين، المولد والميلاد، متمنين عاماً جديداً ملؤه المحبة والتضامن الوطني والإنساني، بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم.

كما ألقت الشاعرة العراقية سارة طالب السهيل، قصيدة بعنوان “ميلاد النورين”، وتقول فيها: “ما كَان أَحمدٌ، يَبتَغِي غير الهُدَى للعَالَمينَ، إِذَا الزَمَانُ تَكَدَرا، وكَذا المَسيحُ، إلى الخَلاصِ سَعى بِنَا، في دُربِ النُورِ، قَبلَ أن نَتَحَسَرا. نُورانِ فِي ظُلماتِ دَهرِي أَشرَقَا، حَتى يَرى دَربَ الهُدَى. مَن لا يَرَى الأَنبِياءُ جَميعُهم بُعِثُوا لِكي يُنجُّوا الأَناَم، إذا الجَحِيمِ تَسَعَرا”.

وقدّم المهجرون من العراق هدية إلى الحضور، تمثل الحضارة الآشورية التي قدموا منها. ورفع المشاركون الشموع هاتفين سلام سلام، لكي يديم الرب نعمة الأمن والاستقرار على الوطن الحبيب، ولكي تطفأ النيران لدى الدول التي ما زالت تعاني من الأزمات. ووسط حضور شعبي وإعلامي كثيف أضيئت “شجرة الوحدة الوطنية” إلى جوار مزار سيدة لورد الذي تم تدشينه في بلدة ناعور في أيار الماضي. 

 

Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير