River Jordan

WIKIMEDIA COMMONS

كلمة القاصد الرسولي سيادة المطران البرتو اورتيغا سفير الكرسي الرسولي وممثل قداسة البابا في الأردن والعراق

بمناسبة إفتتاح سنة الرحمة في الأردن

Share this Entry

انني سعيد جدا للمشاركة في هذا القداس الالهي في هذه المناسبة وهي افتتاح سنة الرحمة المقدسة التي اسسها البابا فرنسيس[1].

أشكر سيادة المطران ايلي حداد المدبر البطريركي على ابرشية بترا وفيلادلفيا للروم الملكيين الكاثوليك على هذه الدعوة ولانه اعطاني هذه الفرصة الجميلة للمشاركة في هذه الليتورجيا الالهية وان احييكم جميعا في بداية مهمتي كسفير للكرسي الرسولي وممثل قداسة البابا في الاردن والعراق.

القراءات التي سمعناها اليوم تساعدنا ان نفهم معنى سنة الرحمة التي ابتدأت هذه السنه.

كما في كل سنة مقدسة هي لحظة نعمة وهي سنة نعمة.السنة المقدسة هي عنصرة جديدة للكنيسة، وحلول جديد للروح القدس الذي يحول قلوبنا وانفسنا بنفس الروح القدس المعطى لنا في يوم العنصرة كما سمعنا في القراءة الاولى.

إن صورة صوت الريح العاصفة التي ملئت البيت كاملا والالسن النارية التي أتت واستقرت على رأس كل واحد من التلاميذ هي تعبير عن عطايا الروح القدس الذي يحول قلوبنا.الرسل بدأوا يتكلموا بلغات مختلفة ويعلنوا عجائب الله التي صنعها الله.

نحن نرغب بأن نتحول بواسطة الروح الذي يتكلم بلغة العطاء، بلغة المحبة، التي يفهمها كل واحد لغة الحنان والرحمة.

في الثامن من كانون الاول افتتح قداسة البابا فرنسيس الباب المقدس في كاتدرائية القديس بطرس في الفاتيكان وقال هذه السنة الغير اعتيادية هي ذاتها عطية من الله. ان المرور من الباب المقدس يعني اعادة اكتشاف الرحمة اللامتناهية للاب الذي يرحب بكل واحد ويذهب شخصيا لملاقاة كل واحد منا. انه هو الذي يبحث عنا انه هو الذي يأتي للقائنا. هذه ستكون سنة التي فيها نحن ننمو بشكل اكبر بقناعتنا بالرحمة الالهية.

في الحقيقة نحن جزء من سر المحبة الالهية وحنان ورحمة الله. نحن مدعوين لاختبار فرح لقاء الله ونعمة محبة الله ورحمة الله التي تحول كل الاشياء.

في هذه السنة نحن مدعوون لكي نرحب بالرحمة الالهية ولكي نختبر مغفرة الله. نحن مدعوون ان نضع يسوع المسيح، والله الرحيم، في مركز حياتنا الشخصية وفي جماعاتنا.

يوم الاربعاء الماضي خلال التعليم المسيحي عن سنة الرحمة قال البابا :” انها سنة مقدسة لذا نحن نعيش الرحمة”. نعم اخوتي واخواتي، هذه السنة المقدسة تقدم لنا كما نحن نختبر في حياتنا حلاوة ومجانية لمسة غفران الله، وحضوره بجانبنا وقربه بشكل خاص في اللحظات التي نحن بأمس الحاجة اليه.

هذه السنة ضرورية و مهمة بشكل خاص في منطقة الشرق الاوسط وفي هذه الوقت بالذات.

 و أضاف قداسة البابا قائلاً: هذا اليوبيل ، في كلمات أخرى،  هو لحظة امتياز للكنيسة حتى تتعلم ان تختار فقط (الشيء الذي يسر الله بشكل اكبر). ما هوهذا الشيء الذي يعطي السرور لله ؟ مسامحة ابناءه، واعطائهم الرحمة، وبهذا يغفرون لبعضهم البعض كأخوة واخوات، ويشعوا كلهيب رحمة الله في العالم.

اعتقد ان هذا ممكن ان يكون برنامج لنا لهذه السنة:  ان نرحب برحمة الله ونجعل نعمته تحولنا الى السامري الرحيم لاخوتنا.

إن انجيل السامري الرحيم يلمس قلوبنا، نحن سمعناه عدة مرات، ولكن كل مرة نعيد سماعهنفهمه بطريقة جديدة.

“يامعلم، ماذا أعمل للأرث الحياة الابدية؟”

انه اهم سؤال. إن اكثر ما يهمنا هو الحياة الابدية، أن نكون سعداء ونكون سبب سعادة لكل إنسان.

قال له يسوع، “ماذا كتب في الشريعة ؟و ماذا تقرأ فيها ؟” فأجاب ” أحبب الرب الهك بجميع قلبك، وجميع نفسك، وجميع قدرتك، وجميع ذهنك،وأحبب قريبك حبك لنفسك”.

وهذه هياهم الأشياء، ولهذا فإن يسوع ينهي بقوله :”بالصواب اجبت، اعمل هذا تحيا”.

سأل الرجل : “من هو قريبي؟” ويسوع اخبر هذا المثل وقدم كمثال ليس الكاهن ليس اللاوي ولكن السامري لانه كان رحيم.

“فمن كان في رأيك ، من هؤلاء الثلاثة الرجال، قريب الذي وقع بأيدي اللصوص؟” فقال : “الذي صنع له الرحمة.”فقال له يسوع: “اذهب فأعمل  انت ايضاً مثل ذلك.”

ما يثير فضولنا. ان يسوع لم يجب من هو القريب، لكنه سأل من من هؤلاء الثلاثة، تعتقد انه ممكن ان يكون قريب للرجل الذي وقع بأيدي اللصوص.

إن كل واحد فينا مدعو لأن يكون قريباً للاخوة ، خصوصا الذين هم في حاجة، إن كل واحد منا مدعو لأن يكون رحيماً.

دعونا نطلب من الله في هذه السنة المقدسة،أن نقبل رحمته، لكي تحولنا هذه الرحمة أن نكون نحن انفسنا رحماء، وأن نكون السامري الرحيم لكل اخوتنا خاصة الذين هم بحاجة. هذا هو “أكثر شيء يسر الله.”

اختم في هذه الكلمات الاخيرة فيما قاله البابا في التعليم المسيحي : “إخوتي  وأخواتي اتمنى في هذه السنة المقدسة لكل واحد فينا أن يختبر رحمة الله، لكى نكون شهوداً ( لما يسر الله اكثر).

من السذاجة  أن نؤمن أن هذا سوف يغير العالم؟ هل هو من المجدي أن نؤمن أن هذا سيغير العالم؟ نعم إنسانيا نقول انه غباء، ولكن الجاهل عند الله هو أحكم من البشر، والضعف من الله أقوى من الناس (1 كو 1-25). 

 

ترجمة عبير مصلح

مركز نور الشرق الإعلامي الرعوي – عمان

 

 

 


[1] ألقيت هذه الكلمة في كاتدرائية القديس جاورجيوس التابعة لمطرانية الروم الكاثوليك في الأردن بمناسبة إفتتاح سنة الرحمة ف
ي الأردن والقداس الإحتفالي الرسمي للسفير البابوي.

Share this Entry

ZENIT Staff

فريق القسم العربي في وكالة زينيت العالمية يعمل في مناطق مختلفة من العالم لكي يوصل لكم صوت الكنيسة ووقع صدى الإنجيل الحي.

Help us mantain ZENIT

إذا نالت هذه المقالة اعجابك، يمكنك أن تساعدنا من خلال تبرع مادي صغير