مع استمرار الحرب في سوريا، ما زالت حلب – مركز الأعمال في البلاد – تحت رحمة القصف الذي يطبع أثره في المواطنين. والمواطنة التي سنعرض حالتها اليوم هي جومانا جرجور (من الروم الملكيين الماثوليك)، زوجة ألكسان سابا، البالغة من العمر 48 عاماً. وبحسب تقرير وردنا من “عون الكنيسة المتألّمة”، أصيبت جومانا إصابة بالغة بشظيّة من قذيفة سقطت امام منزلها، فيما كانت وزوجها على الشرفة، ينتظران عودة ابنيهما المراهقين من المدرسة.
وكادت جومانا ألّا تنجو، إذ قال الأطبّاء إنّها لن تعيش لأكثر من يومين، بعد اكتشافهم شظيّة كبيرة داخل جسمها، بالقرب من قلبها وعنقها، حيث ستكون العملية الجراحيّة بغاية الدقّة. وعندها، حصلت “المعجزة”.
تذكر جومانا أنّها صلّت بحرارة، بما أنّها تحبّ الحياة ولم تكن مستعدّة للتخلّي عن ابنيها، بالإضافة إلى رغبتها بالعودة لأجل مساعدة زوجها الميكانيكي العاطل عن العمل. وقد رأت “يسوع المسيح يبتسم” في الصورة المعلّقة على الحائط أمامها، فعرفت أنّه استجاب صلاتها وأنّها ستعيش. وها هي جومانا، بعد العديد من العمليات الجراحية، حيّة ومستعدّة للعمل، خاصّة وأنّها تسجّلت في برنامج للتدريب ترعاه أبرشية الروم الملكيين الكاثوليك في حلب وهو تحت عنوان “برنامج البناء للبقاء”. وبالنسبة إليها، إنّ إمكانيّة تأسيس مهنة هي “جزء من وعد الله” الذي قطعه عليها عندما رأت “ابتسامته الساحرة”.
أمّا البرنامج فهو فكرة رئيس أساقفة حلب المطران جان كليمان جانبارت، الذي أراد من المبادرة أن تكون فرصة لمن خسروا أعمالهم خلال الحرب الأهلية، بهدف لملمة جراحهم وتطوير مهاراتهم وتعلّم مهنة جديدة أو إعادة إطلاق عملهم القديم. وكما يصف المطران البرنامج، إنّه جزء من الحركة الاجتماعية التي تربط المسيحيين بالتزام جديد للبقاء في بلادهم وإعادة بنائها كما إعادة تأسيس مستقبلهم، علاوة على كونه الرائد في وضع أسس الوعد بحياة أفضل مع انتهاء النزاع.